السبتمبريون حراس جمهورية الشعب لم يغادروا متاريسهم بعد أكثر من نصف قرن من إعلان قيام الجمهورية ولن يتركوا البندقية حتى يستقبلهم ميدان السبعين فاتحين كما استقبل آباءهم وأجدادهم في بدايات الثورة ونهايات حصار السبعين يوما.
 
كان ميناء المخاء هو الميناء الذي أبحرت منه سفينة اسمها مأرب نقلت بطل ثورة 26 سبتمبر علي عبد المغني ليلتقي الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر، ناصر ثورات التحرر العربي من الاستعمار وتبدأ بعد ذلك مرحلة حافلة بالكفاح والتضحيات دفاعا عن الجمهورية والثورة.
 
يعود ميناء المخاء اليوم مجددا ليلعب دورا مهما في مسار الكفاح الوطني ضد مليشيا الإمامة الحوثية كمنفذ للدعم اللوجستي العربي لأبطال القوات المشتركة ولا غرابة أن نسمع عن حملات ممنهجة تستهدف هذا الدور الوطني الكبير لهذا الميناء العريق وأحد ملامح حضارة اليمن وثورتها.
 
احتفلت المخاء بثورة سبتمبر إلى جانب مأرب وغيرها من المحافظات لتؤكد شعلة الثورة أنها لن تنطفئ مادام هناك رجال يسيرون على خطى آبائهم وأجدادهم حاملين مشاعل الثورة وبنادق الكفاح المسلح لدحر الإمامة بنسختها المحدثة كما دحرت الإمامة بنسختها القديمة والتي تم القضاء عليها في 1962م.
 
رسالة حراس الجمهورية من المخاء والساحل الغربي فصيحة وواضحة للجميع ومفادها: نحن حراس شعلة سبتمبر في كل اليمن وكما كنا سابقا مقاتلين في صعدة وسفيان وبني حشيش ضد مليشيا الحوثي الإمامية تواجدنا أيضا كمقاتلين ومدافعين عن ثورة سبتمبر في قلب صنعاء وصمدنا حين هرب الآخرون لتكون ثورة 2 ديسمبر محطة من محطات النضال الثوري ضد مليشيا الإمامة.
 
في غرب اليمن على ساحل الحديدة وتعز كما في شرقها على جبال مأرب ووديانها لم تصمت بنادق الثائرين في وجه الإمامة حيث يصول أحفاد القردعي حماة الثورة في أرض سبأ وينغرس أبطال القوات المشتركة كنخيل تهامة لا ينكس هاماتهم إلا السجود لله والشهادة دفاعا عن الجمهورية.
 
لا يعترف الثوار بحدود بين الجبهات والمحافظات، وكل شبر في أرض اليمن بالنسبة لهم هو وطنهم كما هي مقابر الشهداء موزعة في كل رقعة من تراب هذا البلد الطاهر، وحين تكون خارطة الوطن مرسومة بدم الشهداء المدافعين عن ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري، حينها مهما طال ظلام ليل الإمامة سيشرق فجر الجمهورية كما أشرقت صبيحة يوم الـ 26 من سبتمبر عام 1962 م.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية