فجر ثورة 26 سبتمبر وحارب إيران.. تفكيك الحوثيين الجيش وإتلاف وثائقه لصالح مليشيا بديلة
على مر العقود الخمسة الأولى من قيام الثورة اليمنية السبتمبرية المباركة، تم بناء جيش وطني قوي وصل إلى المرتبة الرابعة عربيا حسب تقارير غربية، ترجمةً للهدف الثاني لثورة السادس والعشرين من سبتمبر "ﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻱ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ".
الثورة الجمهورية التي انطلقت في ستينيات القرن الماضي من الجيش، إضافة لمشاركته في الحرب إلى جانب العراق ضد إيران في الثمانينيات، أشعلت جميعها على الجيش اليمني حنق المليشيا الحوثية الموالية لملالي طهران، التي توعدت الرئيس الراحل الشهيد علي عبدالله صالح والجيش بدفع الثمن، على لسان مؤسسها الصريع حسين الحوثي.
شرع شقيقه المتزعم للمليشيا عبدالملك الحوثي بتنفيذ وعيد أخيه الهالك عقب اقتحام صنعاء فقام، ودائرته الضيقة، بتفكيك الجيش، ونهب معداته العسكرية، وتسريح الجنود، وإحلالهم بميليشيا تدين بالولاء له دون الوطن الشعب.
وأقدمت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على حرق وثائق وزارية مهمة خاصة بالجيش، وبالنظام الجمهوري، وذلك لطمس تاريخ الجمهورية اليمنية وتأسيس نظامها الكهنوتي.
ويؤكد مصدر عسكري لـ"وكالة 2 ديسمبر" أن من بين الوثائق التي تم إحراقها من قبل الميليشيا، تاريخ بناء المؤسسة العسكرية الذي تم خلال عهد الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح.
وأضاف أنه من بين الوثائق العسكرية التي أحرقتها بيانات القادة العسكريين والضباط.
وأكد أن ميليشيا الحوثي قامت بمنح عناصرها رتباً عسكرية بطريقة مخالفة للنظام والقانون، وتعمل على ضمهم في الكشوف الرسمية والتخلص من أية وثائق تحدد بيانات القادة والضباط العسكريين ليتساوى العسكريون الحقيقيون مع عناصرها في انعدام أية أولويات تبين استحقاقات الرتب العسكرية وفقا للقوانين.
ويؤكد تقرير" اليمن: نظام رقابة الحوثيين " الصادر عن منظمة تقييم القدرات الدولية، أن ميليشيا الحوثي صنعت هيكلا مماثلا للقوات المسلحة اليمنية، ولا تزال منظمة حول سبع مناطق عسكرية، وتم تعيين قادة جدد منذ تأسيس اللجنة الثورية العليا في عام 2015.
وأضاف، أن القادة من المناطق العسكرية يخضعون الآن إلى مكتب الجهاد الذي يقع تحت السيطرة المباشرة لزعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2018، أنشأت ميليشيا الحوثي "المنطقة العسكرية المركزية" التكميلية، بما في ذلك صنعاء والقبائل المحيطة، تم إنشاؤه ووضعه تحت قيادة عبد الخالق الحوثي.
وعقب انقلاب الميليشيا وإسقاط العاصمة صنعاء، في سبتمبر 2014، والتوسع اللاحق في الوسط والغرب في المحافظات، فوضت الميليشيا تقديم الخدمات الأمنية إلى اللجان الثورية والشعبية.