متدثرا بأسمال العبودية للفرس .. زعيم عصابة الكهنوت الحوثي ينعق لتبرير نكبته
خلال أكثر من 80 دقيقة نضحت حنجرة زعيم مليشيات الحوثي بأكثر من 7 آلاف كلمة كانت بعيدة عن السياسة وقريبة من الضحالة واللا منطق وهو يحاول رسم خارطة مشروعه التدميري بعد أكثر من خمسة أعوام من تزعمه الانقلاب الإمامي الرجعي على النظام الجمهوري التعددي والحياة الديمقراطية في البلاد.
ذهب ثلثا الخطاب في تمهيد عقيم لتبرير الانقلاب والاجتياح للعاصمة صنعاء وعواصم المحافظات اليمنية وكانت شماعة هذا التبرير والتمهيد هو الاستعمار الأمريكي الإسرائيلي والوصاية ومصادرة القرار غير أن كل محتوى الخطاب الاحتفالي بتدمير اليمن كان كافيا لرسم صورة عامة عن تفكير وتوجه هذه العصابة الكهنوتية وعدم التفاتها إلى مواجع الشعب وما يعانيه.
يصور زعيم المليشيات المتدثر بجدران الكهوف الانقلاب الذي قاده على جمهورية الشعب بأنه تحرك شعبي ضد استعمار أمريكي، ويتحدث بلسان الشعب ويبرر كل تحركات مليشياته باعتبارها تحركات شعبية وكأنه وصل إلى زعامتها ليسيطر على صنعاء عبر انتخابات شعبية مكنته من التحدث بلسان أبناء اليمن في حين هو يدرك جيدا أن مكانته لدى اليمنيين لا تتعدى كونه طاغية ودكتاتورا لا يستطيع حتى مجرد الخروج إلى الناس لمخاطبتهم بشكل مباشر.
أسهب كثيرا في توصيف طبيعة العلاقة بين المجتمع الدولي والدولة اليمنية معتبرا ذلك استعمارا أمريكيا وما حصل في 21 سبتمبر ثورة معد لها ضد هذا الاستعمار في تكرار ممل وساذج لجمل وكلمات أدمن إطلاقها لمواجهة مناسبة تتطلب منه الظهور للنعيق وبيع الوهم لأتباعه ومن يبيعون أرواحهم في سبيل مشروعه الشيطاني الطائفي.
يقول الحوثي الصغير قامة ومقاما إنه قبل انقلابه المشئوم “كان المسار يهدفون من خلاله إلى بعثرة هذا الشعب وتفكيك كيانه تحت كل العناوين؛ حتى لا يبقى رابط جامعٌ يجمع أبناء هذا البلد ويحميهم من الانقسام، ويصبح كل شخص أو كل فئة بسيطة من أبناء هذا الشعب ينظرون إلى أنفسهم كفئة مستقلة عن بقية أبناء هذا البلد، لا رابط يربطهم بهم ولا يجمعهم معهم، وكلٌّ يتجه لمصارعة من تبقى من أبناء هذا البلد في إطار أهداف صغيرة، ونفسية صغيرة، وذهنية صغيرة، ومشاريع صغيرة".
الفقرة السابقة تكشف كم أن نكبة اليمنيين كارثية حين يتواجد شخص بهذا المستوى من السذاجة على رأس سلطة غير شرعية تتحكم في حياة ملايين من البشر.. يتحدث زعيم العصابة بجمل ليس لها معنى وكلمات تفتقر للمدلول اللفظي الأمر الذي يجعل من يتابع خطابه يحتاج إلى مترجم لتفكيك رموز وإيحاءات هذه الفقرات .
وحين حاول التحدث عن الوضع المعيشي والكارثي اقتصاديا الذي تعيشه البلاد بسبب الانقلاب الإمامي الذي تزعمه هو ذهب إلى تبرير سخيف لا يمكن أن يخرج من شخص عاقل حيث اعتبر أن هناك فارقا كبيرا بين الضائقة المعيشية التي يعاني منها الشعب اليوم، وبين ما كان يعاني منه الشعب آنذاك.
يتحدث عن حرب سببت ضائقة معيشية وكأن من تسبب بهذه الحرب هو الشعب وليس هو ومليشياته وارتباطهم المخزي بملالي طهران وتنفيذهم لأجندة مرشد الشر خامنئي فارس لمنح الحرس الثوري ورقة إضافية للضغط على دول المنطقة الى جانب حزب الله اللبناني ومليشيات الحشد العراقية.
ولأنه كاذب ومنافق لم ينسَ أن يكذب نفسه ويهدم كل ما نضح به من تبريرات لانقلابه الأسود حيث أسهب كثيرا في اعتبار نكبة 21 سبتمبر ثورة تحرر من الأمريكان والوصاية وتحرير للقرار والتوجه ليعود لاعناً نفسه حين كذب كل ذلك التبجيل للانقلاب، معتبرا أن دولة صنعاء كما أسماها "لا بيدها الثروة النفطية، ولا بيدها المنافذ البرية والجوية والبحرية " أين هو التحرر وأين هو الاستقلال الذي تحدث عنه في أكثر من نصف الخطاب؟!
زعيم عصابة الكهنوت أكد وبوضوح استمرار حربه التدميرية ضد الشعب اليمني، وهو هنا لم يستطع التفريق بين حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته واستقلاله ليذهب إلى الحديث عن استمرارية حرب مليشياته لتحقيق الأهداف المشروعة والآمال المحقة لشعبنا العزيز في التحرير والاستقلال التام ولبناء دولته على الأسس العادلة والمشروعة، وهو هنا يتحدث عن دولة تخصه هو وعصابته لأن اليمنيين لديهم دولة ستعود لهم على أسنة الرماح وبعزيمة المجاهدين الأبطال في كل جبهات العزة التي تدافع عن جمهورية الشعب.
وهناك أيضا رسالة صريحة أوردها زعيم مليشيات الانقلاب الحوثية وهي أنه سيواصل عبوديته لأسياده في طهران تحت عنوان الوفاء لمحور المقاومة، وفي حين هذا المحور الذي تقوده طهران يستهدف البلدان العربية بينما لم يقترب من إسرائيل ولم يشكل أي خطر عليها، وما يجري في اليمن والعراق ولبنان من تدمير خير دليل على محور الشر الإيراني وزيف المقاومة التي يدعيها.