"الشعب يريد إعدام السفاح" .. هتاف تظاهرات الأغبري يرعب الحوثي ومليشياته
أثارت التظاهرة التي شهدتها صنعاء أمس الأول السبت، للمطالبة بإعدام العصابة التي قتلت الشاب عبد الله الأغبري مخاوف كبيرة لدى مليشيات الحوثي والتي عممت على كل أذرعها المليشياوية في كل المحافظات بقمع أي تظاهرة تخرج مهما كانت المبررات.
وقالت مصادر أمنية في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن تعميما من وزير داخلية المليشيات صدر إلى كل فروعها في المحافظات ينص على منع أي خروج جماهيري للشارع تحت أي مبرر كان.
وأضافت المصادر أن التعميم تضمن توجيها صريحا بالتعاطي مع أي خروج للشارع من قبل المواطنين كتمرد على السلطة وتحريض على الأمن والاستقرار ومواجهة ذلك بالقوة.
وأكدت المصادر أن المليشيات نشرت فجر الأحد مئات من مسلحيها بالزي المدني في كل الأحياء والمربعات السكنية بمدينة إب والعدين وجبلة ومدينة القاعدة، وعممت على عقال الحارات إبلاغ السكان منع أي خروج للتظاهر كما مرت سيارات بمكبرات الصوت تحذر من التظاهرات .
واعتبرت المليشيات كثافة التظاهرة التي شهدتها العاصمة صنعاء السبت مؤشرا خطيرا على ضعف سيطرتها الأمنية في صنعاء وفشل أجهزة الأمن التابعة لها .
وقالت المصادر إن مدير مكتب الرئاسة الحوثية أحمد حامد أرسل توجيهات لوسائل الإعلام الحوثية والنشطاء التابعين للمليشيات بمواجهة تحركات الشارع واعتبار التظاهرات تخدم التحالف وتضر بسير إجراءات قضية الأغبري .
وأضافت المصادر أن شعار "الشعب يريد إعدام السفاح" الذي تم ترديده في تظاهرة صنعاء لم يكن مقصودا به العصابة التي قتلت الأغبري وانما كانت موجهة لزعيم المليشيات أو من أسماه " السيد القائد "، كما خاطب حامد نشطاء المليشيات الحوثية والقيادات الأمنية في مجموعة واتساب مشتركة تضم عددا قليلا من القيادات الأمنية والإعلامية.
واعتبر حامد شعارات التظاهرة كلها موجهة للسلطات وتحرض على أداء الحكومة والأمن حد قوله وفي وقت حساس وحرج كما هو شعار "يا حكومة أينك أينك" ولم يستبعد حامد وجود اختراق أمني وإدارة التظاهرة من قبل طرف معاد يستثمر الجريمة، حسب قوله.
وظهر نشطاء مليشيات الحوثي في تناولات على منصات التواصل الاجتماعي لنقل تهديدات للشارع بعدم الخروج وتحريض فروع المليشيات بالمحافظات بمواجهة أي خروج ولو كان بالقتل .
وشكلت تظاهرة السبت رسالة قوية بعدم ثقة الشارع بأداء سلطات المليشيات رغم آلة القمع التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما أثار مخاوف شديدة في أوساط قيادات المليشيات من خروج صادم للشارع في صنعاء وبقية المحافظات في الشمال ضد سلطة مليشيات القمع الحوثية .
وجاء زخم التظاهرة ليعري المليشيات الحوثية ويكشف هشاشة الثقة بينها وبين الشارع حيث أظهر الخروج العفوي لسكان العاصمة والمسافة التي قطعها المتظاهرون أن المليشيات حاكم مغتصب يعيش داخل أسوار مغلقة وغير مقبول من كل شرائح المجتمع .