مهندس برمجيات يستقيل من فيسبوك ويقول أنه أصبح ملاذا "للكراهية"
قال مهندس البرمجيات في فيسبوك أشوك شاندواني إن المنصة العالمية أصبحت ملاذا للكراهية، وحان وقت اتخاذ موقف.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كتب شاندواني رسالة نشرت على شبكة الموظفين الداخلية في فيسبوك قائلا "أستقيل لأنني لم أعد قادرا على تحمل المساهمة في منظمة تستفيد من الكراهية في الولايات المتحدة والعالم".
الرسالة المكتوبة تتكون من 1300 كلمة، وصفت بأنها مفصلة، ومليئة بالروابط لتعزيز مزاعمها، ولاذعة في استنتاجاتها.
شاندواني البالغ من العمر 28 عاما، هو من أصل جنوب آسيوي، ومقيم في سياتل، قال إن "فيسبوك مكان عمل لطيف وداعم، لكن بمرور الوقت، ركزت قيادة الشركة على الأرباح، بدل تعزيز الصالح الاجتماعي، والشركة لم تفعل ما يلزم لمكافحة العنصرية والتضليل والتحريض على العنف".
وأشار شاندواني على وجه التحديد إلى دور الشركة في تأجيج الإبادة الجماعية في ميانمار، ومؤخرا العنف في كينوشا بولاية ويسكونسن.
وبرر ذلك بالقول إن فيسبوك لم يقم بإزالة الفعالية التي دعت إليها إحدى المليشيات، والتي طلبت فيها من الناس إحضار الأسلحة معهم إلى الاحتجاجات، على الرغم من مئات الشكاوى لإزالة وإلغاء الفعالية، وهو الأمر الذي وصفه مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ حينها بأنه "خطأ عملياتي".
وعبر أيضا عن استيائه من رفض الشركة الاستجابة لقضايا الحقوق المدنية، وكان يأمل أن يأخذ فيسبوك بالتوصيات التي خلصت إلى أن سياسة الشركة "كانت انتكاسة هائلة"، وأن فيسبوك لم يستجب لمطالبات بوقف الكراهية، بل اهتم بالأرباح فقط.
وقال شاندواني في المقابلة إن "سياسة الشركة تسمح للسياسيين بتقديم ادعاءات كاذبة في دعاياتهم وحملاتهم الانتخابية، والسماح بالكذب ضار جدا، لا سيما في اللحظة السياسية الحالية التي نحن فيها".
وكشفت الرسالة أنه وفي أعقاب احتجاجات جورج فلويد، رفع موظف من أصول إفريقية دعوى قضائية على الشركة بتهمة العنصرية في إجراءات التوظيف.
وذكرت الرسالة أن إنستغرام لعب دورا في نشر معلومات مضللة، ومنها ما يتعلق بمعاداة السامية والقومية البيضاء، كما أدى نهج الشركة تجاه الحقوق المدنية إلى مقاطعة كبار المعلنين مثل فيرايزون وميرك.
وقالت المتحدثة باسم فيسبوك ليز بورجوا: "نحن لا نستفيد من الكراهية. نحن نستثمر مليارات الدولارات كل عام للحفاظ على مجتمعنا آمنا، ونحن في شراكة عميقة مع خبراء خارجيين لمراجعة سياساتنا وتحديثها".
وأضافت "نحن نطور برنامجنا للتحقق من المعلومات وإثبات الحقائق، وإزالة الملايين من المنشورات المرتبطة بمنظمات الكراهية، ووجدنا أكثر من 96٪ منها قبل أن يبلغنا أي شخص عنها".
وعلى الرغم من أن فيسبوك لا يكشف عن عدد المهندسين الذين يوظفهم ، فإن المهندسين هم من أكثر الموظفين طلبا، ويتقاضون بعضا من أعلى الرواتب في الشركة.