يتذكر مزارعو النخيل في محافظة الحديدة، موسم جني التمور الذي يتزامن مع فصل الصيف من كل عام، ويتحسرون على مزارع أشجار النخيل التي ماتت، وحولتها قذائف وألغام ميليشيا الحوثي إلى أعجاز نخل خاوية.
 
يقول أحد المزارعين في منطقة السويق بالتحيتا لـ"وكالة 2 ديسمبر": كنا مع دخول فصل الصيف نجني التمور، ويأتي الخير الذي نصرف منه على مزارعنا وأولادنا طوال السنة، والآن لا نملك شيئاً، ماتت الأشجار، ولا نستطيع العمل بسبب الألغام، وننتظر من يتصدق علينا.
 
 وأظهرت صور الأقمار الصناعية بوضوح فقدان شديد واختفاء كامل لأشجار النخل في مناطق مختلفة في سهول تهامة، وتوسع التصحر وحركة الكثبان الرملية.
  
مزارع آخر يقول للوكالة: تركنا أشجار النخيل لمواجهة مصيرها بالجفاف، لعدم مقدرتنا الدخول إلى المزارع بسبب ألغام وقذائف الحوثي، وارتفاع أسعار الديزل. مؤكدا أن الجفاف يغزو المزيد من أشجار النخيل يومياً.
 
قبل عقد من الزمن كانت محافظة الحديدة، تحتل المرتبة الثانية كأكبر مزارع للنخيل في البلاد بعد حضرموت، ويوجد فيها 59 صنفاً من أشجار النخيل، تتركز غالبيتها في مديريات الدريهمي والتحيتا وبيت الفقيه.
 
وبحسب دراسة لجامعة عدن، تجاوز تعداد أشجار النخيل في اليمن أكثر من أربعة ملايين نخلة في الفترة 2008- 2012، أنتجت ما يقرب من 58 ألف طن متري من التمور.
 
ووفقاً لتقرير تقييم الموارد الحرجية العالمية لعام 2015 من قبل منظمة الأغذية والزراعة، لدى اليمن 34.526 ألف هكتار من زراعة نخيل التمر و5.181 ألف هكتار من أشجار النخيل المزروعة.   
 
انقلاب ميليشيا الحوثي كان له عواقب على مزارع النخيل، واختفت مئات الآلاف من أشجار النخيل، ومعها مصادر غذائية محتملة وعائدات تصدير وفرص عمل.  
 
وتشير التقديرات إلى موت نحو مليون نخلة، خلال الخمس السنوات الماضية، في المناطق الزراعية في سهل تهامة بمحافظة الحديدة، من أصل مليوني نخلة، وفقاً لآخر التقارير الرسمية.
 
يؤكد خبير الاقتصاد سلطان الصغير، اختفاء أشجار النخيل في سهل تهامة، أكثر المناطق الغنية بالزراعة في اليمن، وخسارة البلاد أحد أهم روافد الأمن الغذائي القومي، وضياع عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة، والمرتبطة بزراعة النخيل وتسويق التمور، وفقدان آلاف المزارعين مصدر عيشهم.
 
أحد المواطنين من أبناء الدريهمي يتحدث لـ"وكالة 2 ديسمبر" بتأكيده أن موسم جني التمور كان موسما لجمع الأموال، وكثير من الشباب يشتغلون في جني التمور والمتاجرة بها، كانوا يتزوجون، وآخرون يستكملون بناء منازلهم، من الأموال التي يكسبونها.
 
وأضاف: مؤلم أن ترى مزارعين كان دخلهم بالملايين، والآن لا يجدون ما يأكلون وينتظرون المساعدات، وهناك مزارعون تركوا مزارعهم وهربوا إلى محافظات أخرى، ومنهم من يتسول.
 
وتحدث مؤخرا زعيم المليشيا الحوثية المدعو عبدالملك الحوثي، أسوة بسيده في لبنان حسن نصر الله، عن أهمية التوجه إلى الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء بينما مليشياته عاثت في سلة اليمن الغذائية الأساسية، في الأراضي التهامية، الخراب والإبادة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية