الزراعة الوحيدة التي يجيدها أتباع إيران في المنطقة
يتبع زعيم المليشيا الحوثية نظيره في الولاء والتبعية لإيران زعيم مليشيا حزب الله اللبناني بطريقة سمجة ويتكلف تقليده بطريقة مبتذلة ليس في الظهور الإعلامي والخطابة فحسب بل بمحتوى خطبه المملة أيضا.
الشهر الماضي، ظهر حسن حزب الله على اللبنانيين بدعوتهم لما أسماه "الجهاد الزراعي" لتخطي الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان متناسيا أن الزراعة الوحيدة التي يجيدها "شبيحته" هي زراعة الفتنة.
الدعوة تشير بالطبع إلى المعاناة التي تعيشها مليشيا حزب الله في توفير موارد مالية لأنشطتها الإجرامية تبعاً لمعاناة أشد تتجرعها إيران نتيجة للعقوبات المفروضة عليها.
كما تشير الابتكارات الزراعية التي أوردها "الخبير الزراعي" حسن نصرالله بزراعة "البندورة" والخيار في الشرفات والنوافذ للوصول إلى الاكتفاء الذاتي للبلد من الغذاء وتكلف أتباعه شرحها؛ إلى ارتفاع مستوى الاستخفاف بعقول اللبنانيين!!
ومن باب "إذا حلق صاحبك بليت"، لم يتأخر الحوثي كثيرا فظهر على غير عادته بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية متحدثا عن ضرورة البدء بالاهتمام بالزراعة باعتبارها كما يقول أحد عبيده "تحصن القرار السيادي للبلد" كغطاء لتعليمات صدرت من إيران!
تناسى الحوثي وهو يدعو أتباعه للاهتمام بالزراعة أن قياداته في جميع المحافظات نهبت المزارع وحولتها معسكرات تدريب وتحشيد ومواقع ومنصات لإطلاق الصواريخ وهجرت المزارعين ومنعتهم من الوصول إلى حقولهم، ورفعت أسعار الوقود وحملت من تشبث بأرضه ما لا يحتمل من الإتاوات، وأتت الأمطار والسيول لتكمل ما تبقى.
لكن قبل هذا وبعده، هل لنا أن نسأل الحوثي عن الزراعة التي تقوم بها المليشيا منذ أكثر من خمس سنوات في اليمن وأين محصول حقول امتدت على مساحات شاسعة في الوديان والجبال والقيعان وحتى البحار والمناطق الصحراوية والتي أبدى مشرفوه حرصهم الشديد على زراعتها!!
الحقيقة أن هذه الحقول لم تكن مزروعة بالذرة أو القمح أو القطن أو الحمضيات أو الخضروات أو النخيل، فالزراعة الوحيدة التي أجادتها المليشيا الحوثية شمالا وجنوبا شرقا وغربا هي زراعة الألغام والعبوات الناسفة، فكان الحصاد آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين ومبتوري الأطراف على امتداد الساحة اليمنية.
وبما أن هذا النوع من الزراعة يحتاج إلى أسمدة لكي يكون المحصول وافراً تبذل إيران جهودها الحثيثة لتوفير "اليوريا" لأتباعها في اليمن وهي المادة المحتوية على نترات الأمونيوم التي تستخدم في الألغام والعبوات الناسفة، والتي أدت لكارثة في مرفأ بيروت قتل وأصيب جراءها أكثر من ستة آلاف ساكن في المدينة، ودمار شبيه بما تفعله قنبلة نووية مصغرة.