القضاء الدولي يقدم دليلا إضافيا على جرائم الإرهاب العابرة للحدود لأذرع إيران بالمنطقة
دانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الثلاثاء 18 أغسطس 2020، القائد العسكري في حزب الله اللبناني المدعوم من طهران سليم عياش بارتكاب عمل إرهابي أدى إلى استشهاد رئيس الوزراء رفيق الحريري و21 شخصا آخرين وذلك عام 2005م .
ونص منطوق الحكم الذي تلاه القاضي ديفيد ري إن سليم جميل عياش أدين بالقتل وارتكاب عمل إرهابي فيما يتصل بقتل الحريري و21 آخرين.
ووجهت المحكمة الى المسؤول العسكري في حزب الله سليم عياش عياش تهمة قيادة تنفيذ العملية الإرهابية وجاء في مذكرة توقيفه أنه "المسؤول عن الخلية التي نفذت عملية الاغتيال وشارك شخصياً في التنفيذ".
وتشمل التهم الموجهة إليه، وفق موقع المحكمة الدولية، وضع "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي" و"ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة" وقتل الحريري و21 شخصاً آخرين "عمداً باستعمال مواد متفجّرة" ومحاولة قتل 226 شخصاً.
وفي أيلول/سبتمبر 2019، وجهت المحكمة الدولية تهمتي "الإرهاب والقتل" لعياش لمشاركته في ثلاث هجمات أخرى استهدفت سياسيين بين العامين 2004 و2005.
واستهدف الهجوم الأول في العام 2004 الوزير السابق مروان حمادة ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة وأودى هجوم في العام 2005 بحياة الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، واستهدف الهجوم الأخير وزير الدفاع آنذاك الياس المر، ما أدى إلى إصابته.
وأعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عدم كفاية الادلة ضد ٣ متهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وجميعهم من قيادات حزب الله اللبناني في حين كان المتهم الخامس قد اعلن حزب الله مصرعه في حرب سوريا عام 2016 .
وأكدت المحكمة، خلال جلستها اليوم للنطق بالحكم في قضية اغتيال رفيق الحريري، أنه لا يمكن تحديد عدد المتورطين في جريمة اغتيال رفيق الحريري ولا توجد أدلة كافية عن مشاركة اثنين من المتهمين بالتخطيط لعملية تفجير موكب رفيق الحريري.
وكانت المحكمة الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق مصطفى بدر الدين الذي يُعدّ المتهم الرئيسي و"العقل المدبر" لجريمة اغتيال الحريري وجاء في مذكرة توقيفه أنه "خطط للجريمة وأشرف على تنفيذها" غير ان المحكمة أعلنت التوقف عن ملاحقته بعدما تأكدت من مصرعه .
وانضم بدر الدين إلى صفوف حزب الله بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982. وانخرط في تنفيذ هجمات عدة، طال أبرزها في العام 1983 السفارتين الفرنسية والأميركية في الكويت حيث اعتقلته السلطات هناك غير أنه تمكن عام 1990 من الهروب من سجنه خلال الغزو العراقي للكويت.
وأعلن حزب الله اللبناني أنه لا يعترف بالمحكمة ورفض التعاطي مع إجراءات المحاكمة وذهب بعيدا ليطلق أمينه العام حسن نصر الله تهديدات من اللعب بالنار حسب قوله وتجديد رفضه تسليم المتهمين .
ويحاكم حسين عنيسي وأسد صبرا اللذان أعلنت المحكمة عدم كفاية الأدلة بحقهما بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف بثته قناة "الجزيرة" يدعي المسؤولية نيابة عن جماعة وهمية أطلقت على نفسها "جماعة النصر والجهاد في بلاد الشام".
وتشكل إدانة القضاء الدولي دليلا إضافيا على جرائم الإرهاب العابرة للحدود والتي تنفذها اذرع طهران في المنطقة والذي يعد حزب الله اللبناني احد هذه الأذرع الطولى في الإرهاب وارتكاب الجرائم الدولية.
ودأبت إيران منذ وقت بعيد على بناء شبكات إرهابية يتم تشكيل خلاياها من عناصر تنتمي لحزب الله والتنظيمات الطائفية في العراق وسوريا والتي وصل نشاطها الى أمريكا اللاتينية وشرق آسيا حيث تنشط في عمليات الإتجار بالمخدرات وغسيل الأموال وتنفيذ العمليات الإرهابية.
وأظهرت تحقيقات دولية ومعلومات استخباراتية مشاركة طهران في تنسيق عمليات إرهابية مع تنظيم القاعدة وداعش كما أن المخابرات الإيرانية أنقذت الكثير من قيادات القاعدة العرب الذين كانوا يتواجدون إبان الغزو الأمريكي في أفغانستان ونقلتهم إلى طهران ومنها الى الدول العربية.
وتتحرك طهران كراعية للإرهاب والتخريب في المنطقة منذ عقود من الزمن عقب ثورة الخميني الطائفية في حين تستمر في نشر الخراب في المجتمعات عبر أذرعها الطائفية التي تحصل على كل أنواع الدعم والتمكين العسكري من الدولة الإيرانية .
وتشكل إدانة حزب الله بارتكاب العمل الإرهابي الذي استهدف رفيق الحريري و21 شخصا آخرين معه بداية لمحاكمات تنتظر قيادات وأذرع طهران في المنطقة ومنها قيادات مليشيات الحوثي التي ترتكب يوميا جرائم حرب مروعة ضد الإنسانية وضد المدنيين في اليمن .