مرت اليمن بأحداث متلاحقة خلال السنوات الماضية منذ العام 2011م أفرزت واقعا فيه الكثير من المشكلات ومن تلك المعضلات نواجهها كحقيقة ومشكلة هي إفراز ما يعرفوا بالناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي (المفسبكين).

 

لن نخصص أو نعمم فليس الجميع إنما البعض (مع كل التقدير للأقلام الشريفة والمهنية)، يمكن الحديث عمن يطلقون على أنفسهم إعلاميين وكتاب (المفسبكين) ونتساءل هل أصبحوا جزءاً من المشكلة أم العكس هل يثيرون الفتنة أم ينقلون الحقائق ...؟!!

 

ظهرت هذه الشريحة إبان الأحداث الكارثية في العام 2011م من خلال ظهور العديد من الشباب والكتاب الرافضين أو المنضمين لما سمي بالربيع العربي؛ تلك الفئة حظيت بقبول نتيجة لوجود أرضية خصبة وهو الصراع واحتياج الناس للحقائق والمعلومات فاستثمروا ذلك الموضوع وحصلوا عبر تمرير الأخبار والتهكم على نسبة كبيرة جداً من المتابعين،

 

نشاط وممارسات تلك الفئة: المتابع للصفحات يتضح لديه أن الأغلبية يتبنون توجه التهكم والتجريح والمزايدات التي تشبع فضول البعض الأمر الذي أوجد لهم مساحة يمكنهم التحرك فيها، وهنا تكمن المشكلة فقد تحول أولئك تدريجياً إلى قوى إعلامية وموجهات رأي عام، وهو ما اوجد راي عام عاطفي مزاجي يحقق مصالح لكتاب ولأشخاص يحركونهم ليس وفق مرتكزات وطنية أو حزبية لكن هناك من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من تحركهم أجندة لأشخاص أو أحزاب ومصالحهم الشخصية.

 

المرحلة الراهنة والمنعطف في نشاط المفسبكين تتمثل في ركوب الموجة كإعلاميين وإعلام مساند على الرغم من كونهم ناشطين وليسوا كتابا متمرسين أو محترفين او إعلاميين؛ كل ذلك أفرز واقعا فيه من المرارة الكثير فالمتابع لما ينشر في صفحاتهم أو نشاطهم الإعلامي لا يستطيع معرفة ماذا يريدون وماهي توجهاتهم وماهي القضايا الرئيسة التي يعملون عليها وما هي الحقائق التي يسعون لإيصالها للعامة؟! وعند استعراضنا لتلك الصفحات سنستشف أنها تدور في فلك الصحف الصفراء أخبار تتداول وكأن المخرج واحد نمطية وأخباراً تتصيد أخطاء ومعلومات توجه لاستهداف قيادات وإحداث فتن؛ لا ننسى وجود بعض الكتابات وقلة من منشورات هادفة.

 

عرضنا بعضاً من الأخطاء لتعديلها بهدف العمل وفق منظومة تحركها مرتكزات وطنية لإعلام هادف وليس القفز من مربع إلى آخر وإساءة وزرع فتنة وإضراراً بالعمليات العسكرية والعمل الميداني وغيرها من المشاكل التي كان سببها المفسبكون التي تطرح أن عملهم بلا مهنية بلا قيم بلا احترام للإنسانية وللأخلاق العامة.

 

"مفسبكين" بدأوا يأخذون طابع حلقات سلسلة داعمة لبعضها تجمعهم المصلحة فتارة تجدهم مؤتمريين وتارة مع غيره، ويتنقلون من مربع إلى آخر داخل المؤتمر قد يسخرهم قيادي لمهاجمة آخر، كما أن أحد أعظم المصائب هو التحليل للأحداث خاصة من يودون أن يكونوا خبراء عسكريين وهم عنها بعيدون جداً وآخرون خبراء في الأحداث يأتون بالأخبار ويتبعونها بتحليلات ليس لها علاقة بالوقع؛ أعظم نتائجها التسبب بالعديد من مشكلات تثير الشارع وتثير القوات العسكرية، فمنها على سبيل المثال لا الحصر: "لابد من الهجوم.. الخصم في أضعف فتراته.. تبقى اثنين كيلومتر لتصفية المدينة.. وصول تعزيزات بعشرة آلاف جندي.. ووو إلخ؛ كل ذاك الهراء أوجد رأيا عاما مكسورا ينهار من أكاذيبهم التي أحبطوا بها العامة.

 

لا يدرك هؤلاء الواقع وأن الميدان له أدواته وللقيادة أساليبها وخططها وأن هناك صعوبات وهناك أسرار عسكرية لا تعرض في الإعلام.

 

لذا فعلى من يصفون أنفسهم بإعلاميين والمفسبكين أن يهتموا بأعمالهم وأن يعملوا في نشاطهم الإعلامي بكل مهنية ويدعوا القيادات العسكرية وشأنها، ولندرك جميعا أن لدينا اليوم أولويات أهمها استعادة الجمهورية؛ علينا ترك السياسي يدير عمله بطريقته، ولا يفتح أولئك أبواب الصرعات ولا يكونوا أدوات للاستهداف، فالساسة والقادة ليسوا في فراغ ليتعامل مع صراعات جانبية ومشاكل شخصية ومصالح خاصة فالأمر أكبر من ذلك بكثير، وعلينا أن نركز في العمل المهني ونتقيد بأخلاق مهنة الإعلام وفق المرتكزات المحددة ضد عدو واحد "الحوثي" لا سواه من قتل جمهورية وغدر بزعيمها.

 

لتكن الكتابات تخصصية ومهنية ولنبدع بتقارير عالية المستوى ولنتابع الأحداث لننقل الحقائق والحقيقة لا سواها.

 

رحم الله الزعيم الصالح ..

 

وقدّرنا على الانتصار لروحه والعمل بوصاياه.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية