فيما مضى كان الأمن القومي العربي يواجه مشكلة أساسية تتمثل في الكيان الصهيوني، إلا أن مستجدات رافقت انتعاش الحركات الدينية الإسلاموية في أواخر الستينيات وعقد السبعينيات، أدخلت مخاطر جديدة لها أذرعها الخاصة في نسيج المجتمعات السياسية العربية، ومع صعود ملالي إيران إلى السلطة هناك، وإمساك الحركة الإسلاموية التركية بمفاصل السلطة في الأناضول، عادت أحلام عودة الإمبراطورية الفارسية، والخلافة العثمانية إلى الظهور بقوة، ساعدتها على المزيد من التمادي نتائج ما سمي بالربيع العربي على إضعاف النظام العربي.. وكالة "2 ديسمبر" تناقش هذه المواضيع مع عدد من السياسيين:
 
مجيب المقطري عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري يقول إن التدخل العسكري التركي في ليبيا الذي مهدت له الحكومة الإخوانية (حكومة الوفاق) وتسهيلات جماعة الإخوان في تونس والمتمثلة في حركة النهضة رسم بشكل واضح خطوط وروابط الإرهاب المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين المتجاوز للحدود.
 
وأضاف المقطري أن هذا التمدد شجع الأتراك على توجيه أطماعهم نحو اليمن خصوصا بعد أن سطى إخوان اليمن على قرار الشرعية وقوضوا مؤسسات الدولة خدمة لمصالح الجماعة مستغلين رداء الشرعية كما أن حكم الإخوان لبعض المحافظات كإدارة ذاتية غير معلنة أي في الباطن جعل إعلام هذه الجماعة وبعض قياداته يطالبون بطرد التحالف العربي واستدعاء التدخل التركي في اليمن.
 
وأشار المقطري إلى أنه ورغم صحوة الشعب إلا أن الإخوان تمكنوا من إقامة معسكرات خارج إطار الجيش في شبوة وفي تعز بدعم قطري كتمهيد لمواجهة من اعتبروهم خصوم، وهم الانتقالي الجنوبي والقوات المشتركة في الساحل الغربي ومن يقف ضد مصالح ومخططات التنظيم الدولي وكل ذلك ينطلق من منطلق ذاتي أناني يخدم مصالحهم ومشروعهم وأطماعهم وليس مصالح الشعب أو استعادة الدولة التي ضحى ويضحي الشعب اليمني من أجل استعادتها.
 
وأكد المقطري أن الإخوان المسلمين سرطان خبيث في جسم الأمة وهم اليوم خنجر تركيا في خاصرة الامة العربية وعلى الشعب العربي أن يعي أهداف وتمدد المشروع العثماني الاستعماري الجديد والذي لا يفرق عن المشروع الفارسي، وقدر للأمة العربية أن تواجه هذه المشاريع دفعة واحدة وعليها أن ترتب صفوفها رسميا وشعبيا لتحقق الانتصار العربي على المشاريع الاستعمارية الخبيثة.
 
أحمد النويهي الكاتب والناشط السياسي، من جهته، أشار إلى أن الأتراك يتحركون وفق نزوات ذات خلفية ماضوية لاستعادة دولة الخلافة، ومع انبعاج الربيع العربي ومآلات اللحظة وجد الأتراك أنفسهم أمام وضع هش ورخو فتح الحدود المغلقة حين تهاوت الأنظمة التي كانت تحول دون عودة الخلافة إذ انتفت أسباب موضوعية لعودتها.
 
وقال: الأتراك لا يخفون أطماعهم في هدم الدولة الوطنية العربية عبر أدوات محلية موالية ويتفقون مع الإيرانيين رغم الاختلافات الجوهرية ورغم تباين شديد فيما بينهم إلا أنهم نجحوا في تغليب المشترك، واحتواء المختلف.
 
وأضاف النويهي أنه بعد سقوط صنعاء2014 بيد الانقلابيين الحوثيين أدرك التحالف العربي الخطر وبدأ في تفعيل مواقفه السياسية والعسكرية لوقف تمدد الهلال الشيعي جنوب المملكة وشرقها، إذ أعلن قاسم سليماني يومها أن فيلق القدس يتحكم بأربع عواصم عربية في حين الموقف العربي لازال متردداً باتجاه الأتراك.
 
وقال: يذهب الأتراك للحضور بقوة كنقيض لتواجد المملكة والإمارات العربية برز هذا مع وضع مجلس التعاون الخليجي قطر تحت الحصار واعتبار الدوحة عاصمة تدعم الإرهاب ونجح الأتراك عبر أذرعهم الاقتصادية في تمويل استقطاب المرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا عبر سنوات كانت الدوحة تشعل حرائق مدوية بقطاعات هامة تمثل عمقا استراتيجيا للقومية العربية، منابع النفط الليبي تقع تحت مواخير الدولة العثمانية إذ سارع الأتراك إلى إسقاط نظام القذافي والبحث عن موطئ قدم فيما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة المؤثرة في سوق الأوبك.
 
 وواصل النويهي: يطمح الأتراك إلى عودة الأستانة، والباب العالي، ويمدون نفوذهم عبر المناطق الهشة والرخوة، والرطبة التي تتكاثر فيها الطفيليات الدينية، كما يزحف الأتراك إلى اليمن عبر تهريب الأسلحة لكل الأطراف منذ العام 2011حيث شكل الربيع العربي للأتراك جسر عبور.
 
 وقال: بانطلاق عاصفة التحالف العربي أواخر مارس 2014 انتقلت الكتلة المالية والإعلامية لإخوان اليمن مباشرة إلى اسطنبول ولحقت الجمعيات الخيرية والبازارات الاجتماعية إذ اضحت العاصمة التركية تضم القطاع الحيوي لأمراء الحرب.
 
  وأردف النويهي: قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز جنوب اليمن "شافعي" إخواني فقد شقيقين له وابن في المواجهات مع المليشيا الانقلابية كان الحاضر الأوحد في نسق القتال إذ انخرط المقاتلون من كل الاتجاهات والجهات لينظم حزب الإصلاح نسق قتالي كان قد تدرب على حرب عصابات في بيشاور بوابة الجهاد الأفغاني.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية