خبراء دوليون: نزع الساحل الغربي اليمني من الحوثيين انتصار استراتيجي للملاحة والتجارة العالمية
يٌجمع خبراء اقتصاديون وسياسيون، على أن تحرير القوات المشتركة "ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والألوية التهامية"، مناطق الساحل الغربي، من باب المندب مرورا بمدينة المخا والخوخة وحيس وصولا إلى داخل مدينة الحديدة وتأمين تلك المناطق، أفشل مشروع تركيا وقطر وإيران في السعي إلى الشرق الأوسط الجديد، والترويج لنظام إقليمي لا حاجة فيه لاحترام الحدود، وتسييس الإسلام بهدف احتكار السلطة.
وأكدوا في حديث لـ "وكالة 2 ديسمبر" أن تأمين قوات الساحل الغربي لأحد أهم الممرات الملاحية الدولية، أضعف نفوذ إيران مع الحوثيين، وأفشل أجندتهم الهادفة إلى تأجيج الصراع ونقله إلى المستوى الدولي، ورفع أسعار الطاقة العالمية والبضائع، والإضرار بمصالح العالم الاقتصادية والأمنية، وزعزعة أمن ممرات التجارة الدولية.
ويُعدّ الأمن البحري واحداً من أكثر العوامل أهمّيَّة في أمن الطاقة في العالم؛ فحدوث أيّ اضطرابات في عمل المضايق البحرية يمكن أن يضع العالم في أزمة من الطاقة.
وتعتبر الطبيعة الجغرافية لمضيق باب المندب إحدى نقاط الضعف فيه، بحيث تجعل استهداف السفن التي تمرّ فيه سهلاً، حيث لا يتجاوز عرضه 20 كيلومتراً، في ممرّ يربط البحر الأحمر ببحر العرب، والمضيق ممرّ رئيسي يؤدّي إلى قناة السويس، التي يمرّ منها 12% من حجم التجارة العالميَّة.
تأتي أهميّته مضيق باب المندب من أنّه تمرّ منه غالبيّة الصادرات من الخليج، ويتدفَّق عبره نحو 4.8 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات البترولية المكرَّرة؛ صوب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وجاءت سيطرة ميليشيا الحوثي على منطقة الساحل الغربي المشاطئة والممر الملاحي الدولي البحر الحمر ومضيق باب المندب، أواخر 2014، وبطاريات الصواريخ الساحلية اليمنية التي دمجتها وحدثتها بدعم من إيران، قد أعطت طهران أهمية متزايدة في المنطقة.
منذ عام 2015، هاجمت ميليشيا الحوثي سفن الشحن بالصواريخ المضادة للسفن التي كانت موجودة في الترسانة اليمنية، ونشرت الألغام البحرية، في الممر الملاحي الدولي، على طول الساحل الغربي، وبعد تحرير باب المندب والمخا والخوخة، حولت الميليشيا منصات هجماتها على الممر الملاحي الدولي إلى ميناء الحديدة.
وعملت القوات المشتركة منذ تحريرها لمناطق الساحل الغربي من الميليشيا، ذراع إيران في اليمن، على إزالة الألغام البحرية الحوثية في سواحل البحر الأحمر وباب المندب، وتأمين الممر الملاحي الدولي، ونشر قوات خفر السواحل، التي أفشلت مرات عده تهريب السلاح إلى ميليشيا الحوثي.
ويعتبر خبراء دوليون هزيمة الميليشيا الإيرانية، وطردها من مساحة واسعة للشريط الساحلي لخليج عدن والبحر الأحمر الممتد من عدن مروراً بمضيق باب المندب والمخا إلى الحديدة، وتأمين هذا الجزء انتصارا استراتيجيا للملاحة البحرية والتجارة الدولية في البحر الأحمر، والمصالح العربية والدولية.