تبدو أحداث التاريخ متشابهة فقبل قرابة ستين عاماً استنجد الرئيس عبد الله السلال بمصر عبد الناصر للتدخل في اليمن للدفاع عن الثورة السبتمبرية التي أطاحت بالحكم الإمامي المستبد والتصدي لتكالب فلول الملكية على الجمهورية الفتية، وبالأمس القريب استنجد الرئيس هادي بالسعودية والإمارات ومصر والسودان وغيرهم من الأشقاء لمواجهة عصابة الحوثي الإيرانية ومن أجل استعادة مؤسسات الدولة المختطفة والنظام الجمهوري.. وفي الحالتين استجاب الأشقاء لإرادة الشعب اليمني ووقفوا ضد كهنوت بيت المتوكل والدجال الحوثي، وصارت السعودية التي احتضنت فلول الإمامة بقيادة المخلوع البدر بالأمس تقود اليوم التحالف العربي ضد دجال مران وعصابته.. و تحالف فلول الإمامة مع الاستعمار البريطاني وخاضوا في بيحان معارك مشتركة ومع شاه إيران ومع مرتزقة صهاينة وغيرهم ومن أشهرهم بوب دينار، وجلبوا قوات العديد من الدول للأرض اليمنية، واليوم يخرج عبد الملك الحوثي الإيراني وعصابته يتباكون على سيادة اليمن، ويردون الجميل للسعودية بقصفها بالصواريخ الباليستية ..

 

هذه العصابة تتنكر لكل شيء وتنكث بالعهود وتمارس الدجل والتضليل وتسخر الدين والقيم الثورية والوطنية لتحقيق أهدافها الشريرة، ولا تكتف بذلك، بل إنها تقوم بترويج الأكاذيب والمغالطات بأساليب قذرة لتشويه صورة المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" والمقاومة التهامية والمقاومة الجنوبية، بمحاولة إلصاق تهم كالعمالة والارتزاق والتفريط بالسيادة، وتمكين السعودية والامارات من احتلال اليمن، عبر حملات منظمة وخطاب موجه يستهدف تعميق الأحقاد والكراهية بين شعوب المنطقة.

 

نعتقد أنه من الأهمية بمكان مواجهة حملة افتراءات العصابة الحوثية، التي تسعى من خلالها للانتقاص من محورية القضايا التي يناضل من أجلها شعبنا اليمني من خلال محاولة تشويه صورة المقاومة الوطنية، سيما قد أوجدت وعياً مشوهاً لدى السذج من العوام، فنجد أولئك الغوغاء أصبحوا يرددون تلك التهم كالببغاء، بل ويوجهون نيران أسلحتهم نحو من يضحون بحياتهم دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم، ولا يدركون أن الحوثي يزج بهم إلى محارق الموت ليبني من جماجمهم حكما إماميا كهنوتيا على غرار ولاية الفقيه بإيران.

 

لابد من الاشتغال الرسمي والحزبي لخلق وعي وطني يرسخ قناعة لدى جماهير الشعب بأن المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" والمقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية يحملون قضية وطنية مقدسة ويمثلون امتداداً للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر، يناضلون من أجل الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية ويخوضون معارك شرسة لتحرير الحديدة والبيضاء وصعدة وحجة والجوف وتعز ومارب وصنعاء وذمار وكل قرى ومدن اليمن من عصابة الحوثي.. هؤلاء الثوار يذودون عن مشروع وطني تأسس بانتصار ثورة 26 سبتمبر، وليسوا مرتزقة ولا عملاء كما يروج ذلك شيعة الشوارع.

 

ونذكر أولئك الغوغاء أن الشعب اليمني الذي أسقط الحكم الإمامي الكهنوتي في ثورة 26سبتمبر، سبق وأن استنجد بالأشقاء الذين سخروا كل إمكانيتهم من أجل انتصار الثورة والجمهورية، وفي مقدمة تلك الدول مصر عبدالناصر التي كان لها دور بارز في صنع هذا التحول التاريخي العظيم، ولم يتعامل العالم حينذاك مع التواجد العسكري المصري المساند والداعم للثورة اليمنية على أنه احتلال، إلا فلول الامامة من طغاة بيت حميد الدين والحوثة ومن على شاكلتهم ممن عاثوا فسادا باليمن لقرون.

 

وصدق من قال إن التاريخ يعيد نفسه، فها هو الشعب اليمني اليوم بكل مكوناته وفئاته وشرائحه الاجتماعية، يقفون صفا واحدا وإلى جانبهم دول التحالف العربي بقيادة السعودية ضد عصابة الحوثي الإيرانية حتى استعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة المختطفة.. وهكذا تتجلى أمامنا إرادة الشعب اليمني بهذا الاصطفاف الوطني غير المسبوق الذي يخوض مع دول التحالف معركة مصيرية من أجل تحرير اليمن، فعن أي وطنية يتحدث عنها عملاء إيران.. فمن يا ترى فتح جسرا جوياً بين صنعاء وطهران ومن أدخل إيران وحزب اللات اللبناني ليعيثوا باليمن فساداً. وما خفي أعظم؟

 

يبدو أن أهمية ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالنظام الإمامي ماتزال تكتسب أهميتها إلى اليوم، فلو استمرت الإمامة في حكم اليمن، لكان الأشقاء في دول الخليج يواجهون اليوم كارثة حقيقية..!!

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية