جرائم المليشيا الحوثية التي استهدفت تدمير نخبة المجتمع اليمني واستنزاف رأس المال الوطني وبناء منظومة مالية حوثية خاصة أثبتت صواب رؤية المقاومة الوطنية باعتبار المعركة مع المشروع الإمامي الحوثي هي معركة اليمنيين المصيرية للقضاء على كل هذا التجريف للكادر اليمني والمال والإمكانات.
 
تجدد قيادة المقاومة الوطنية دوما التأكيد على أن العدو هو مليشيا الحوثي وما دون ذلك هي معارك جانبية تعمل على مد المليشيا بعمر إضافي وتعمل على إطالة معاناة اليمنيين وتكلفهم أثمانا ثقيلة من أملاكهم وصحتهم ومستقبل أولادهم وحتى من حياتهم الطبيعية التي كانوا يعيشونها قبل غزو الجائحة الحوثية للبلاد.
 
عملت المليشيا على تهجير الكوادر اليمنية واعتقال بعضها وإخفاء أخرى وأعدمت الكثير في شتى المجالات وليس آخر هذه الجرائم تدمير القطاع الصحي وترك الكوادر الطبية التي تراكمت طيلة نصف قرن عرضة للموت بوباء كورونا دون أي احترازات بل وإجبارها على العمل ومواجهة الموت والمعاناة من أعراض فيروس كورونا.
 
الحقد الحوثي الإمامي على النخب المتعلمة ليس جديدا كون هذه العصابة الكهنوتية القادمة من خارج منطق العصر لا تنتعش إلا في وسط خالٍ من النخب المتعلمة والعقول المتحررة من فكر الكهنوت وتخلف العقلية الإمامية الظلامية وكما كان الجهل والتخلف هو سلاح الإمامة لإطالة حكمها لليمن قبل ثورة 26 سبتمبر فإن النسخة الجديدة من الإمامة تعتمد ذات النهج لتسود سلطتها الإجرامية التسلطية.
 
وبالتوازي مع هذا التدمير الممنهج للنخبة اليمنية العلمية والمتعلمة في شتى المجالات تمارس المليشيا عملية نهب متعددة الأشكال والصور للقطاع الخاص ولرأس المال الوطني الذي عمل طيلة العقود الماضية شريكا للدولة في بناء اقتصاد يمني تحمل تشغيل وتأهيل قطاع كبير من الكوادر اليمنية وإعالة ملايين اليمنيين العاملين في القطاع الخاص والمختلط.
 
خطورة التدمير الممنهج الذي تمارسه المليشيا الحوثية تتجاوز خسائره الواقع الحالي إلى المدى المتوسط وسيصل إلى المدى البعيد كلما مُنحت هذه المليشيا وقتا إضافيا لمواصلة مخططها لاستنزاف وتجريف كل ما يربط اليمنيين بهويتهم وبأملاكهم وبمشروعهم الوطني الديمقراطي القائم على حرية اختيار من يحكمهم وحرية العمل والاستثمار وفق ضوابط قانونية حديثة لا تقبل الانتقاص أو تشريع نهب الحقوق والممتلكات.
 
تقف المقاومة الوطنية اليوم في مواجهة هذا المشروع التدميري الذي يستهدف كل ما يربط اليمني بدولته وهويته ومحيطه العربي وأمنه القومي، وفي طريق البناء وامتلاك عوامل القوة لمنازلة هذا العدو الهمجي تعمل قيادة المقاومة الوطنية ألوية حراس الجمهورية بكل مسؤولية وارتباط وطني بمشروع اليمنيين للتحرر من الإمامة الحوثية.
 
تعمل المقاومة الوطنية اليوم كإطار لكل يمني هدفه استعادة اليمن من أيدي مليشيا الحوثي سواء كان منضويا في المقاومة أو مناصرا أو حتى يضع نفسه في دائرة الخصومة مع المقاومة وقيادتها لأن هذه القيادة ليس لها خصم إلا مليشيا الخراب والتدمير الحوثية وكل ماعدا ذلك من اختلاف أو تباين يبقى محصورا داخل البيت اليمني الجامع لكل القوى الوطنية المناهضة لمليشيا الإمامة الحوثية.
 
وليس بعيدا التلاحم الوطني بين مكونات العمل المقاوم في الساحل الغربي وتشكيل القوات المشتركة كتكتل عسكري جمع بين مكوناته هدف واحد هو كسر المشروع الحوثي ومن خلفه الأجندة الإيرانية التي تتحرك لتحقيق اختراق استراتيجي في جزيرة العرب مستغلة ذراعها العسكرية المتمثلة بمليشيا الحوثي.
 
تكثيف الجهود والعمل بروح وطنية تتجاوز كل نوازع الاختلاف وماضي الخلاف هو الفريضة الأكثر قدسية اليوم لإنقاذ اليمن والشعب اليمني وهزيمة المليشيا الحوثية وإعادة مسار العمل الوطني السياسي السلمي المنفتح على الإقليم والعالم وتحقيق مصلحة الشعب ومداواة جروحه الغائرة التي نخرت جسده خلال 6 سنوات من السطو الحوثي على كل مقدرات الشعب ومصالحه وحقوقه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية