كعادتها في إشعال الحرائق والتأسيس للفتن في المجتمع اليمني ذهبت مليشيا الحوثي إلى صناعة فتنة جديدة لتشعل بها فتيل صراع جديد لمواصلة دورها التدميري لنسيج المجتمع اليمني الذي كفلت له ثورة 26 سبتمبر حقوقه وشرعت واجباته الوطنية.
 
قانون الزكاة والخُمس المحدد للهاشميين حسب ادعاء المليشيا الحوثية يدفع بالمجتمع إلى خصومة مع شريحة مجتمعية معينة والانتقام منها كون المليشيا وضعت هذه الشريحة كمستفيد من الأموال والأملاك التي سينهبها القانون من اليمنيين حتى ولو كانت هذه الشريحة أو غالبيتها غير موالية للمشروع الحوثي الإمامي.
 
تخطط المليشيا لاستقطاب شريحة العائلات الهاشمية بأكملها إلى صفها إما ترغيبا للحصول على الغنيمة من الخمس المقرر نهبه من ثروات اليمنيين وممتلكاتهم أو ترهيبا بحشرهم في واجهة الصراع مع المجتمع الذي سيرفض هذا القانون وسيعمل على مواجهة كل من وضعته المليشيا متفيدا من الغنيمة. 
 
كل يمني سينهب الحوثيون خمس ماله وممتلكاته وسيشاهد هاشميا في قريته أو يسكن قريبا منه يتنعم بهذه الأموال سيجعله هدفا لانتقامه وهنا ستتحرك دورة العنف والفتنة الطائفية والعرقية التي تسعى المليشيا إلى إشعالها في مناطق سيطرتها لتحقيق أهداف دنيئة والتأصيل لثقافة النهب والقتل دفاعا عن الحقوق والثأر من الآخر.
 
تنتقم المليشيا من الشريحة الهاشمية في المجتمع ولا تميزها لأن منح هذه الشريحة حقوقا منهوبة من آخرين وفق قوانين وتشريعات باطلة على أساس عرقي يجعل من كل هاشمي عدوا حتى وإن كان هذا الهاشمي يقاتل المليشيا في الميدان.
 
اليمن بنظامها الجمهوري القائم على أهداف 26 سبتمبر هو الهوية الجامعة لكل اليمنيين وأي تأصيل أو محاولة لبناء هويات صغيرة تفتت نسيج المجتمع اليمني هو عمل باطل فالنصوص الدستورية اليمنية حددت كل ما يتعلق بالانتماء لليمن سواء حقوق المواطنة أو واجبات المواطن وما دون ذلك من العبث والتفكيك هو تراكم للفكر الإمامي ومن منتجاته التي رفضها الشعب ولازال يواجه المليشيا الإمامية حتى اليوم رفضا لتلك المنتجات.
 
المعركة المركزية اليوم هي للقضاء على المليشيا الحوثية وإنهاء سيطرتها على عاصمة اليمنيين ومؤسسات دولتهم وتطهير كل محافظة ومديرية وعزلة وقرية من هذا الفكر الإمامي الكهنوتي بعيدا عن الانشغال بالمعارك الهامشية التي كلما حضرت غاب زخم المعركة الوطنية الكبرى لتحرير واستعادة اليمن.
 
يجمع اليمنيين نظام جمهوري ودستور وقوانين ناظمة أنتجها المشرع اليمني الجمهوري طيلة أكثر من نصف قرن من الزمان مراكما خبرة وثقافة قانونية وإنسانية زاخرة بالتسامح والتعايش ومؤسسا لدولة المواطنة والمصالح المشتركة بعيدا عن أي خطاب أو نوازع عنصرية أو طائفية وما تسعى إلية المليشيات اليوم هو تدمير هذا البناء المجتمعي القائم على دستورية ودينية ووطنية سليمة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية