قبل 55 مليون سنة تسبب ارتطام كويكب ضخم بالأرض في إطلاق بلايين الأطنان من الكبريت في الهواء، وحدث شتاء نووي تسبب في انقراض 75% من الحياة على الأرض، بما فيها الديناصورات.
 
وفي العصر الحديث، فإن أقدم الحوادث لهذه الارتطامات كانت قبل نحو 12 عاما، وتحديدا في أكتوبر/تشرين الأول 2008، حيث دخل كويكب صغير جدا سماه الباحثون ( TC3) وانفجر ممطرا بشظاياه في صحراء جنوب السودان.
 
وفي 15 فبراير/شباط عام 2013 اصطدم نيزك بالغلاف الجوي للأرض في مقاطعة "أوبلاست تشيليابنسك" في روسيا وخلف شظايا تسببت في تهشم زجاج النوافذ في المناطق القريبة من الحدث، وأدى ذلك لإصابة 1200 شخص.
 
وأحيت هذا الأحداث، التي يسلط الضوء عليها إعلاميا المخاوف بشأن حدوث ارتطام كبير شبيه بما حدث قبل 55 مليون عام، وأصبحت الأخبار عن احتمالات حدوث ذلك معتادة في وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يعدو أغلبها أن يكون فزاعة يتم إطلاقها بلا مبرر.
 
وكانت أحدث الأخبار المتداولة في هذا الصدد أن الكويكب (2002 NN4)، الذي يصل ارتفاعه إلى ارتفاع مبنى إمباير ستيت (يبلغ ارتفاع مبنى إمباير ستيت في نيويورك أكثر من 1400 قدم) سيمر بالقرب من الأرض في 6 يونيو/حزيران 2020، وأن هناك احتمالات لارتطامه بالأرض.
 
وتضمنت الأخبار المتداولة عن هذا الكويكب معلومات بعضها صحيح مثل إنه ينطلق بسرعة 11200 ميل في الساعة، ولكن المسافة التي كان يوجد عليها هذا الكويكب لم تكن تحمل أي خطورة، كما روجت الأخبار.
 
ومن الأخبار التي راجت بشكل كبير في الشهور الماضية، أن الكويكب العملاق 467317 (2000 QW7) سيقترب من الأرض في 14 سبتمبر/أيلول 2019، وأن فرص اصطدامه بالأرض كبيرة.
 
ومثل الحدث السابق، تم تداول بعض المعلومات الصحيحة عن الكويكب، ولكنها لم تكن بأي حال من الأحوال تعني وجود فرص لاصطدامه بالأرض، مثل القول إن قطره 389 متراً وسيتحرك قرب الأرض في التاريخ المذكور من مسافة 5,343,173 كيلومتر، ما يعادل 13.9 المسافة بين الأرض والقمر.
 
ويشدد د.أشرف تادرس، الرئيس السابق لقسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الحديث عن مثل هذه الأحداث لا بد أن يقترن بدلائل علمية تثبت دقتها، ولا بد لوسائل الإعلام أن تتأكد من أن الجهة التي تنقل عنها تراعي هذه الدلائل.
 
ومن أبرز الدلائل العلمية، ضرورة ذكر الجهة التي تحذر من الارتطام مع تصنيف اقتراب الكويكب وفق مقياس تورنتو.
 
ومقياس تورنتو، يشير إلى اسم المدينة الكندية التي اجتمع فيها عدد كبير من العلماء ووضعوا معايير تجمع بين الطاقة التي يمكن أن تنتج عن التصادم واحتمالات حدوث التصادم، واتفقوا على تمثيل ذلك بالأرقام من صفر إلى 10.
 
وتتدرج الخطورة وفق هذا المقياس، حيث يشير الرقم صفر إلى عدم وجود أي فرصة محتملة لحدوث ذلك، ويشير الرقم 10 إلى اصطدام خطير يمكن أن يتسبب في حدث شبيه بما وقع قبل 55 مليون عام، ويتم تعديل احتمالات الاصطدام كلما توافرت معلومات جديدة عن الكويكبات.
 
وتوجد في أكثر من دولة جهة علمية معنية بدراسة خطر الاصطدامات، وقياسها وفق هذا المقياس، ولكن الجهة الأكثر شهرة هي مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS)التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والذي يوفر بدوره معلومات لدعم مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع للوكالة الأمريكية.
 
ويوفر المركز معلومات عن مدارات الكويكبات للتنبؤ بالأجسام القريبة من الأرض، ويصدر تقييمات شاملة لاحتمالات تأثير الأجسام القريبة من الأرض خلال القرن المقبل.
 
ويتم توفير هذه الحسابات، بالإضافة إلى معلومات عن الكويكبات، وتصميمات لمهمات يمكن أن يقوم بها الإنسان للوصول لبعض الكويكبات وذلك على الموقع الإلكتروني للمركز.
 
ويقول تادرس: "وفقا لما هو متاح من معلومات على الموقع، فإن جميع الكويكبات المعروفة التي يحتمل أن تشكل خطورة لديها فرصة ضعيفة للتأثير على الكرة الأرضية خلال الـ100 سنة المقبلة".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية