14 ألف خرق لاستوكهولم و4 آلاف لهدنة التحالف.. الحوثيون يعبثون بفرص السلام
قاربت الهدنة الإنسانية التي أعلن التحالف العربي باليمن تمديدها لشهر إضافي على الانتهاء، مدججة بآلاف الانتهاكات والخروقات الحوثية التي تواصل اغتيال فرص السلام، ونسف التحركات التي تقودها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
في 23 أبريل الماضي أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر، بعد إعلانه في الثامن من الشهر ذاته وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين للتفرغ لجهود مواجهة فيروس كورونا، فيما واصلت المليشيا الحوثية انتهاكها ورفضها للهدنة، بل واعتبرتها "مناورة سياسية".
وضربت المليشيا الحوثية بمعاناة اليمنيين عرض الحائط، فبينما كان الهدف من الهدنة الإنسانية "مواجهة الانتشار المحتمل" لفيروس كورونا، أصبح الوباء يتفشى في عدد من المحافظات اليمنية، بل إن المليشيا الحوثية تنتهج التكتم على أعداد الوفيات والمصابين بكورونا في المناطق التي تسيطر عليها مع بروز إحصاءات لكارثة كبيرة تسهم في افتعالها.
ووفقا لإحصائيات صادرة عن التحالف العربي بقيادة السعودية ، فقد بلغت الخروقات الحوثية أكثر من 3919 منذ التاسع من أبريل الماضي.
وتمتلك المليشيا الحوثية سجلا أسود في خرق الهدن الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة، سواء أعلنت التزامها بها أو لم تلتزم، ويبرز اتفاق ستوكهولم الهش بخصوص مدينة الحديدة، كمثال على الإصرار الحوثي بإطالة أمد الحرب في اليمن.
وخلال فترة الهدنة الأخيرة، استغلت المليشيا التزام التحالف العربي والقوات اليمنية بوقف إطلاق النار، وشنت عمليات عسكرية برية واسعة في عدت محافظات، تسببت بتهجير أكثر من 70 ألف مدني قسريا من منازلهم.
وارتكبت المليشيا الحوثية المدعومة من إيران الكثير من الجرائم ضد الإنسانية التي كبّدت المدنيين أبشع وأفدح الأثمان، في وقتٍ مارس فيه المجتمع الدولي صمتًا مرعبًا وتساهلًا مريبًا، شجع المليشيا على التمادي في جرائمها.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور قرابة عام ونصف على إبرام الاتفاق (ديسمبر 2018) وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيا الحوثية ارتكبت أكثر من 14 ألف خرق لبنود الاتفاق.
لا يقتصر الأمر على هذا، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيا على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.