حركة تجارية نشطة، تشهدها مدينة المخا، جراء توسع أعمال البناء وزيادة أعداد السكان الذين استقروا في المدينة، خلال العامين الماضيين، ما زاد الضغط على طلب السلع والخدمات، الأمر الذي أنعش النشاط التجاري وخلق آلاف فرص العمل.
 
وتشهد مدينة المخا نشاطا عقاريا غير مسبوق، وفي أطراف المدينة الأربعة حركة عمرانية نشطة، كما قام ملاك البنايات في وسط المدينة بإضافة أدوار جديدة، للاستفادة من عائدات العقار التي ارتفعت بشكل كبير.
 
يقول مروان المذحجي أحد سكان المدينة لـ " وكالة 2 ديسمبر" إن عدد السكان في المدينة زاد ثلاثة أضعاف عن 2015، بسبب استقرار كثير من الأسر التي أتت من محافظات جنوبية وشمالية إلى المدينة، التي تشهد استقرارا أمنيا، ونشاطا تجاريا وفرص عمل، ما تسبب بأزمة سكن، ورفع الإيجارات إلى مستويات قياسية.
 
وأضاف: كانت الشقق السكنية قبل 3 سنوات لا تجد من يقوم باستئجارها ولا تتعدى 10 آلاف ريال، الآن تغيرت بعدما وجد الكثيرون من المخا وجهة جديدة وآمنة، استنفدت فيها العقارات بشكل كبير وارتفعت فيها إيجاراتها إلى مبالغ مضاعفة.
 
وأشار إلى أن حركة الأعمال النشطة في مدينة المخا، استفادت منها مديريات مجاورة للمخا، حيث كثير من العاملين في المدينة اضطروا بسبب عدم وجود شقق للإيجار لنقل أسرهم إلى مديريات مجاورة مثل التربة، ومدينة تعز، ومنهم إلى عدن، رغم أن فرص عملهم في المدينة.
 
قطاع البناء والتشييد من القطاعات الاقتصادية المهمة وذلك لمساهمته في الناتج المحلي الإجمالي والتشابك الواسع مع الأنشطة الاقتصادية الأخرى، وقد أسفر نشاط هذا القطاع في مدينه المخا، إلى زيادة أعداد ورش الحدادة، وورش النجارة، والصناعات الصغيرة التي تدعم قطاع البناء مثل إنتاج الطوب والألمنيوم، وورش تشكيل الزجاج، كما زادت محلات بيع مواد البناء.
 
عمر الجباري هو الآخر أحد تجار مواد البناء يؤكد لـ"وكالة 2 ديسمبر" ارتفاع الطلب على مواد البناء، بسبب توسع الإعمار، وتضاعف العمل عن السابق عدة مرات، وقال إن هناك انتشارا واسعا لوكالات الإسمنت في المدينة والتي كانت غير متواجدة سابقاً، ومحلات بيع الحديد والأخشاب. 
 
وأضاف الجباري: محلات قطع الغيار التي كنا نسافر إلى الحديدة أو تعز أو عدن لشراء بعض قطع الغيار، اليوم هنا أكثر من محل لبيع هذه القطع، حتى قطع التشليح اليوم متوفرة في المدينة، معرباً عن أمله في أن تستمر حركة الأعمال في المدينة، ونعمة الأمن والاستقرار.
 
سلطان العبسي يملك أحد الأفران لصناعة الخبز في مدينة المخا، يقول لـ"وكالة 2 ديسمبر" زاد العمل أربعة أضعاف عن ما كان عليه في السابق، بسبب الكثافة السكانية، وزيادة الطلب على رغيف العيش من السكان والمطاعم.
 
وأضاف العبسي، خلال العام الماضي وهذه السنة افتتحت كثير من المطاعم والبوافي في المدينة، كما افتتحت أفران جديدة لإنتاج الخبز والروتي، ورغم زيادة أعدادها إلا أن العمل لم يتراجع، وقال: أخطط لإنشاء فرن أوتوماتيكي، ولكن بسبب غلاء الأراضي، وارتفاع تكاليف مواد البناء أجلت المشروع للعام القادم".
 
في مدينة المخا تجد الناس والعاملين من مختلف المحافظات اليمنية، منهم من يعمل في أعمال البناء بالأجر اليومي، وأصحاب المهن المرتبطة بأعمال البناء، وأصحاب العربيات وبسطات الخضروات، والباعة المتجولين في المدينة، كما تنشط المنظمات الإنسانية والتنموية، في أعمال الخدمات الأساسية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية