أطباء يحذرون من استخدام عقار للملاريا على مرضى كورونا
حذر الأطباء من أن استخدام العقار المضاد للملاريا واسمه «هيدروكسي كلوروكوين» بهدف علاج المصابين بفيروس «كورونا» المستجد قد يترك آثاراً خطيرة على حوالي 90 في المائة من المرضى.
وخلال دراستين أجريتا على العقار، ظهرت على المصابين الذين عولجوا بهذا الدواء علامات اضطراب نظم القلب، أي عدم انتظام ضربات القلب، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وإذا ظلت ضربات القلب غير منتظمة لفترة طويلة جداً، فقد تؤدي إلى نوبة قلبية وسكتة دماغية.
وعدم انتظام ضربات القلب هو أحد الآثار الجانبية المعروفة والمهددة للحياة لعقار الملاريا ومرض الذئبة، الذي روج له الرئيس الأميركي دونالد ترمب. لذلك قام الباحثون في الولايات المتحدة وفرنسا بمراقبة 90 و40 مريضاً عولجوا بهذا العقار على التوالي.
ووجد العلماء أن أكثر من 90 في المائة من مرضى «كورونا» في وحدات العناية المركزة أظهروا تأخيرات أطول من المعتاد تتعلق بضربات القلب، وهي علامة مقلقة على أن الدواء قد يعطل وظائف القلب.
وحذر طبيب القلب بجامعة «نورث وسترن» الأميركية، الدكتور روبرت بونو، من أنه بمجرد ظهور هذه العلامات: «لا يجب السماح بعلاج مرضى (كورونا) باستخدام هذه الأدوية، إلا إذا كانت هناك فوائد واضحة مرتبطة بمضادات الالتهاب أو الآثار المضادة للفيروسات».
ونظر الأطباء والمرضى والرئيس ترمب إلى «هيدروكسي كلوروكوين» بتفاؤل بعد أن أشارت دراسة فرنسية إلى أن هذا العقار حسَّن بشكل كبير من معدلات البقاء على قيد الحياة المتعلقة بـ«كورونا».
وأعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إذناً لاستخدام طارئ لهذا العقار، على الرغم من أن المجلة التي نشرت الدراسة الفرنسية في وقت لاحق قالت إن البحث لم يستوفِ المعايير المناسبة.
وأشار الدكتور بونو إلى أنه «من بين العلاجات الممكنة، تم دعم (هيدروكسي كلوروكوين)؛ بل وتم تسييسه كعلاج واعد بسبب خصائصه المضادة للالتهابات وللفيروسات».
ويبدو أن الدواء الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء في عام 1955، له صفات مضادة للفيروسات، وقدرة محتملة على التخلص من الالتهابات التي يعتقد أنها مسؤولة عن وفاة عديد من مرضى فيروس «كورونا»؛ لكن العقار لا يخلو من المخاطر الخاصة به.
وعلى الرغم من أنه يستخدم لعلاج الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، فإن «هيدروكسي كلوروكوين» قد يؤثر على العملية التي تجعل ضربات القلب منتظمة.
وتوقفت تجربة على الدواء في البرازيل؛ لأن عديداً من مرضى الفيروس التاجي الذين عولجوا بالعقار ظهرت عليهم حالات عدم انتظام ضربات القلب هذه.