بمناسبة الذكري السنوية الثانية لانطلاق العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية- حراس الجمهورية، نود الحديث عن قضية لم يتم طرق بابها حتى الآن، وهي الرؤية الفكرية لهذه القوة التي نعتقد أنها قوة سياسية جديدة بقدر ما هي مقاومة وطنية مسلحة.
 
بنينا اعتقادنا هذا من مقولات قياداتها مثل العميد طارق محمد عبد الله صالح، ومساعده العميد صادق دويد، وآخرين، نستشف في مقولاتهم رغبة في أن تكون هذه القوة مختلفة عن سائر القوى السياسية التقليدية.. حيث يظهر أكثرهم نزوعا نحو الليبرالية، ومرارا تمثل العميد طارق أمام رجاله بمقولة الزعيم المصري الشهير سعد زغلول: الدين لله والوطن للجميع..
 
لقد لحظنا أن لدى هذه القيادات رؤية فكرية تدور حول المحددات التي وضعتها لنفسها، وفي مقدمتها الدفاع عن بقاء النظام الجمهوري، في مواجهة مشروع عودة نظام الحكم الإمامي الذي ساد في اليمن الشمالي لعدة قرون قبل سقوطه بفعل  ثورة 26 سبتمبر عام 1962.. كما لحظنا أن قادة المقاومة الوطنية يبررون المساحة الكبيرة التي يمنحونها للنظام الجمهوري في الخطاب السياسي والإعلامي، بحكم أن هناك دلائل واضحة على أن الجماعة الحوثية تسعى لاستعادة نظام الحكم الإمامي والتعصب السلالي تحت شعار الولاية للإمام علي بن أبي طالب.. 
 
وتحن نرى هذا بوضوح في خطابات العميد طارق كما في كلمته- مثلا- التي خاطب بها  المقاتلين يوم 19 أكتوبر 2019، حيث قال إن النضال الوطني لتيار حراس الجمهورية يعد امتدادا لثورتي سبتمبر1962 وأكتوبر1963 وانتفاضة الثاني من ديسمبر2017.. ودائما أكد العميد طارق ومساعدوه في قيادة المقاومة التزامهم بالوصايا التي وردت في خطاب الزعيم علي عبد الله صالح قبل اغتياله على أيادي الحوثيين في اليوم الرابع من شهر ديسمبر 2017 حيث دعا الزعيم الجماهير للثورة ضد الجماعة الحوثية دفاعا عن النظام الجمهوري  وعن الديمقراطية والحرية، وأن يقولوا لهذه الشرذمة الكاهنة لا مكان في اليمن لنظام ولاية الفقيه ولا للتمييز السلالي أو المذهبي أو الطائفي والتعصب الديني.
 
ومن ضمن مكونات الرؤية السياسية والفكرية لقيادة المقاومة الوطنية مكون مهم عبرت عنه من خلال التوكيد المستمر على أن اليمن ظلت عبر تاريخها موطنا لكل المذاهب الإسلامية، ومكان تعايش فيه الزيود والشوافع والصوفية والسلفية على قدم المساواة وظلوا متضامنين مدى التاريخ، وكاد يكون شعارهم: الدين لله والوطن للجميع.
 
كما أن جزءا من خصومة الحراس مع الجماعة الحوثية يدور حول إحياء هذه الجماعة للميول والنزعات السلالية والعنصرية، وأثارة الفتن المذهبية والمنازعات المناطقية، وتبعيتها أو عمالتها لإيران.. وثمة فكرة مركزية في الرؤية السياسية والاجتماعية التي تتبناها قيادات المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية، وهي إن اليمن موطن العروبة الأول، وستظل عربية، كما هي مستقلة لم تنتم في أي يوم من الأيام لفارس أو لإسطنبول كما قال العميد طارق في أحد خطاباته.
 
وتقع قضية التعاون والشراكة مع مختلف القوى اليمنية في قلب الرؤية السياسية للمقاومة الوطنية، ولا سيما تلك التي تتفق معها حول النظام الجمهوري الديمقراطي وقيم العدالة والمساواة بين المواطنين.. وهي تؤمن بضرورة الشراكة الوطنية لمواجهة الميليشيا الحوثية والجماعات الارهابية الأخرى..
 
نضيف إلى ما سبق، القول إن قيادات حراس الجمهورية طال ما أكدت الالتزام بالدستور اليمني، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وصكوك الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وكذلك الاتفاقيات والتفاهمات التي توصلت إليها الأطراف المتحاربة برعاية الأمم المتحدة. 
 
بقي لنا هنا استنتاج من فهمنا لمقولات قيادات المقاومة الوطنية - حراس الجمهورية بشأن الرؤية التي تحدثنا عن بعض مكوناتها أو عناصرها، وهو فهم يخصنا، ولا ندعي أننا لسان مقال أو لسان حال قيادات حراس الجمهورية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية