مقابل صعدة - حجة.. صراع الضباع الحوثية يتشكل مناطقياً ويتجاوز الحدود الآمنة
تجاوزت أطماع النفوذ والثروة عند قيادات مليشيا الحوثي مربع الظفر بمنصب ذات قيمة إيرادية مهمة أو الحصول على غنيمة من الثروة بطريقه نهب أو استيلاء كما حصل مع محمد عبد السلام الذي نهب قطعتي أرض ذات قيمة كبيرة في أمانة العاصمة حول إحداها إلى مركز تجاري كبير.
هذا النوع من الإثراء غير المشروع شكل بداية توجه قيادات المليشيا نحو الحصول على مغانم متاحة لا تحتاج سوى لاستخدام قوة مكونة من ثلاثة أطقم للحصول عليها غير أن ما يحصل داخل هيكل المليشيا القيادي تحول إلى ما يشبه صراع الضباع على فريسة واحدة وتقاتلهم للحصول على النصيب الأوفر من الفريسة.
حولت قيادات المليشيات الحوثية مؤسسات الدولة إلى غنيمة واستثمرت كل القضايا والأحداث والكوارث كمناسبات لفرض الإتاوات أو تسولها وتحت مسميات عديدة، الأمر الذي فتح الباب أمام صراع مرير بين هذه القيادات والأجنحة وصل حد تحويل الجبهات مسرحا لتصفيات، وأجهزة الأمن والمخابرات ساحة لتبادل وتلفيق التهم نتيجة الصراع على الامتيازات والموارد ومربعات الإثراء المالي.
طبيعة الصراع وتشعبه بين قيادات المليشيات الحوثية تحول من صراع أفراد ومجاميع وجهات إلى صراع أجنحة وتكتلات تشكلت حسب الانتماءات الأسرية والمناطقية حيث تتفرد مجموعة من العائلات بقيادة المليشيا وإدارة أهم المؤسسات والقطاعات.
هذا الصراع جوهره الظفر بمزايا مالية وصلاحيات نفوذ واحتكار مناصب مهمة تدر ثروات وتمنح من يتحكم بها مساحة كافية من السلطة والعائدات المالية.
آخر ما أنتجته طبيعة الصراع بين الأذرع الحوثية هو التكتلات المناطقية وتحركها للبحث عن نصيب من الثروة والسلطة من خلال تشكل أجنحة يجمع ممثليها داخل المليشيا الانتماء للمحافظة أو المنطقة والعائلة ويأتي هذا الانحياز للمكون المناطقي بعد أن تفرد جناح صعدة وتحالفه مجددا مع جناح حجة بالنصيب الوافر من الامتيازات.
احتدام الصراع وصل حدودا متقدمة داخل تشكيلات المليشيات الحوثية غير أن ما يبقي هذا الصراع محتفظا بعدم انزلاقه إلى المواجهة المباشرة بالسلاح هي الحرب حيث تعمل المليشيات الحوثية على استمرار الحرب كي تتجنب تحول جبهاتها إلى مسرح للمواجهة بين قياداتها وأجنحتها المتصارعة على الثروة والمصالح.
وإذا كانت عائدات وإيرادات مؤسسات وقطاعات الدولة هي الغنيمة التي بدأ الصراع عليها منذ فترة ليست حديثة فإنه حتى أسلحة الجبهات وتمويناتها ستتحول إلى غنيمة يقتتل حولها الحوثيون بعد أن وصلتها حمى السباق على الإثراء والنهب وتحويل كل شيء إلى غنيمة.
وتكشف المعطيات بأن قدرة المليشيات الحوثية على إبقاء هذا الصراع المحتدم محصورا داخل أفرععها وقيادتها تتراجع بشكل متسارع خصوصا وأن الجبهات شهدت عمليات تصفية لقيادات حوثية من قبل قيادات تعمل لصالح أجنحة أخرى كما لم تسلم أجهزة الأمن والمخابرات من هذه الصراعات الحوثية.