العالم دعا إلى التهدئة لمواجهة كورونا.. الحوثيون يصعدون الحرب في سبع محافظات
في الوقت الذي دعا فيه العالم ميليشيا الحوثي لوقف القتال، والعمل بنية طيبة لوضع خطة استجابة استعداداً لاحتمال تفشي فيروس "كورونا" دون تأخير، واغتنام الفرصة لإنهاء الحرب؛ إلا أنها تصعد وتوسع هجماتها ضد المدنيين في عديد من المحافظات اليمنية.
وازدادت أعمال العنف ضد المدنيين على أيدي الميليشيا، وكيل إيران في اليمن، إلى جانب زيادة هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، على المدنيين السعوديين ومنشآتهم النفطية، ما يشكل دليلاً على أن ميليشيا الحوثي لا يهمها مصلحة وحياة الشعب اليمني.
لم يتأكد حتى الآن وجود أي حالات إصابة بفيروس "كورونا" في اليمن، لكن المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية، تحذر من أن جائحة الفيروس تهدد بإهلاك المزيد من اليمنيين الذين يتسم وضعهم بالهشاشة، وتؤكد أنه عندما يتفشى، من المرجح أن يلحق ضرراً بالغاً بشعب أضعفه الجوع أصلاً ويعتمد على نظام رعاية صحية على شفا الانهيار.
وبحسب تقارير المنظمات الدولية، قتلت ميليشيا الحوثي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، أكثر من 500 مدني في محافظة صنعاء والجوف ومأرب، وشردت قرابة 40 ألف شخص يفتقرون للقدرة على "العزل الذاتي"، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالفيروس التاجي "كورونا".
من أجل تفادي وقوع كارثة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 11 سبتمبر وفي 25 مارس لوقف إطلاق النار في اليمن لتفادي انتشار فيروس "كورونا" واغتنام هذه الفرصة لإنهاء الحرب، وافقت الحكومة وجميع الأطراف المناهضة للحوثي، من أجل مصلحة اليمن، وأعلن الحوثيون موافقتهم، لكنهم صعدوا أعمال العنف والقتال.
صعدت ميليشيا الحوثي هجماتها منذ أواخر ديسمبر الماضي، ومنذ مطلع إبريل الجاري رفعت أكثر وتيرة أعمال العنف وهجماتها على المدنيين، في مدينة مأرب، وشمال الضالع، والحديدة، وتعز، وفي الجوف، وفي محافظة البيضاء.
يقول مراقبون لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن وقفا لإطلاق النار بسبب فيروس كورونا يشكل مخرجاً لليمن، مؤكدين في الوقت ذاته أن تصعيد ميليشيا الحوثي في الآونة الأخيرة دليل يضاف إلى أن جنوحها للسلام من المستحيلات، إلا إذا هُزِمت في الحرب.
يشعر العالم واليمنيون بقلق عميق من أن اليمن التي لديها أنظمة صحية هشة، بسبب الحرب التي أشعلتها الميليشيا منذ أكثر من خمس سنوات، ستجعل من شبه المستحيل احتواء تفشي وباء كورونا.
وطبقاً لبعض التقديرات، فإن أكثر من 112 ألف شخص توفوا كنتيجة مباشرة للحرب، كما أن هناك أعداداً لا حصر لها ممن وقعوا فريسة لأمراض يمكن الوقاية منها أو بسبب الجوع، جزئياً نتيجة الحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيا الحوثي، وتدميرها المتعمد للبنية التحتية الحيوية، بما فيها المستشفيات.
وقال عاملون في القطاع الصحي لـ"وكالة 2 ديسمبر" يبدو أن ميليشيا الحوثي لا يهمها خطر الفيروس التاجي "كورونا" على حياة اليمنيين، حتى مع وفاة قرابة 90 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، وما يقارب مليون ونصف المليون إصابة.
فأقل من 50% من المستشفيات والعيادات في اليمن تعمل بشكل ولو قريب من كامل طاقتها، ومعظمها يفتقر إلى الطواقم الطبية المؤهلة، والأدوية، وفي كثير من الأحيان إلى الكهرباء.
وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى إمكانية وصول الفيروس التاجي إلى اليمن، وستكون له عواقب مدمرة على النظام الصحي الذي يعاني من الإجهاد، حيث تسبب انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة بشل قدرة اليمن على الاستجابة لأي تفشي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يشكل الفيروس التاجي "كورونا" خطورة عالية بشكل فريد على اليمن، واحتمال انتشاره مرتفع حيث تستمر الحالات في البلدان المحيطة في النمو.