اعتبر مراقبون لأنشطة حزب الله اللبناني خطاب أمينه العام حسن نصر الله، السبت، تأكيدا بتكليفه إدارة الملف اليمني من قبل الحرس الثوري الإيراني، معطيا دليلا على ذلك الصواريخ الثلاثة التي انطلقت أمس الأول في اتجاه الأراضي السعودية بمجرّد انتهائه من خطابه، في تأكيد جديد لعلاقة الحزب بالحوثيين منذ التسعينيات وتطورها عبر "الوحدة 3800".
 
وقالوا إنّ نصرالله أراد توجيه رسالة إلى السعودية مضمونها أنّ ملفّ اليمن موجود عنده وأن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لن يؤثر على فعاليّة الحوثيين في اليمن ولن يقلّل من عدائهم للسعودية.
 
ونشر إعلاميون عراقيون بعد أسابيع من مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، مطلع هذا العام، عن تسليم الحرس ملفات المنطقة العربية بما فيها اليمن لحزب الله اللبناني بتوجيهات من المرشد الإيراني علي خامنئي.
 
وتمتد علاقة حزب الله، كوكيل إيراني، بالحوثيين إلى بدايات النشأة الحوثية في اليمن بتسعينيات القرن الماضي، إذ أكدت مصادر مطلعة على صلات قديمة عبر لقاءات بين مؤسس المليشيا الحوثية حسين الحوثي وحسن نصر الله عندما كان الأول نائبا في البرلمان اليمني.
 
وأكدت في سنوات سابقة قناة المستقبل اللبنانية عن شراء قيادات حوثية عقارات في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد المعاقل الرئيسية لحزب الله، قدرت قيمتها ذلك الحين بأكثر من 400 مليون دولار، إضافة إلى إشراف الحزب على قناة "المسيرة" الحوثية في الضاحية.
 
وفي السياق أشارت تقارير مراكز متخصصة، ونشرتها صحف أمريكية وفرنسية، إلى تواجد المئات من عناصر الحرس الثوري وحزب الله في اليمن كخبراء ومستشارين لمليشيا الحوثي. 
 
وزادت أنشطة حزب الله اللبناني في الشؤون العربية بالتعاون ثم بالنيابة عن فيلق القدس وبالتنسيق معه، منذ تأسيس " الوحدة 3800" التي أسهمت في إنشاء منظمات شيعية قتالية موالية لإيران في العراق، منذ العام 2003.
 
وبحسب دراسة أعدها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ونشرت عنها وسائل إعلام عربية منتصف العام 2014، أي قبل دخول الحوثيين صنعاء، فإنه منذ انسحاب القوات الأمريكية والقوات المتعددة الجنسيات من العراق، تمّ وضع الوحدة 3800 للعمل في أماكن أخرى في المنطقة، وفي اليمن بشكلٍ رئيسي. وقد ساعد أفراد "حزب الله" و"فيلق القدس" الحوثيين على محاربة الحكومة.
 
وتشير التقارير الواردة من وزارة الخزانة الأمريكية وصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنّ عناصر "حزب الله" و"فيلق القدس" قاموا بتنسيق عملياتهم في اليمن، إذ كان "حزب الله" مسؤولاً عن تحويل الأموال وتدريب المسلحين الحوثيين، بينما كان "فيلق القدس" مسؤولاً عن نقل أسلحة متطورة مثل الصواريخ المضادة للطائرات.
 
وتقول الدراسة إنه بجانب تفرّعها إلى اليمن، تلقت الوحدة 3800 – بحسب المعهد- المزيد من التعزيز لقدراتها وهيبتها في العام 2012، عندما تم تعيين الحاج خليل حرب، وهو قائد في "حزب الله" منذ فترة طويلة ومستشار مقرب لحسن نصر الله، لقيادتها.
 
والحاج خليل عميل ذو خبرة، وقد شغل مناصب رئيسية عدة، وخاصة في مجال العمل مع منظمات "إرهابية" أخرى والإشراف على العمليات الخاصة، وقد شغل منصب نائب قائد الوحدة العسكرية المركزية لـ "حزب الله" في جنوب لبنان في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ووفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، سافر حرب إلى إيران مرات عدة.
 
وبعد أن وقفت الاستخبارات الأمريكية على دوره في اليمن، فرضت الوكالة عقوبات عليه في أغسطس 2013 بسبب تاريخ أعماله الطويل.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية