إلى وقت ليس ببعيد كانت خلود تقاسم والدتها معاناة النزوح في المنصورية بالحديدة، وصلتا هناك وقد جاءتا من منطقة المسنا التي طالها قصف وقنص حوثي ممنهج، عندما كان المحررون من أبطال القوات المشتركة يتأهبون لطرد الشر الحوثي وتوطين الأمان في بيوت سكان المسنا.
 
 
استشعرت المليشيا قبل ذاك نهاية وجودها في المسنا فلم تستطع صد زحوف التحرير المتقدمة، فلجأت إلى قصف المدنيين كآخر ما بقي في حوزتها من خيارات قبل تكبد الهزيمة الساحقة، قتل كثيرون من الأبرياء وأصيب آخرون وشرد البقية، ونجحت خلود وأمها بالخروج نحو المنصورية.
 
 
فريق وكالة "2ديسمبر" زار المسنا والتقى الفتاة خلود وقد عادت إلى منزلها، لكن خلود العائدة من النزوح لم تعد كما كانت قبل النزوح، لغم حوثي غير كل شيء، غير هيئة خلود، وطبيعة حياتها، واستقرارها النفسي.
 
 
وجهُ خلود تغيرت ملامحه، تشوه محياها، وزال بصرها، وانقضى فصلٌ السعادة من حياتها، كل هذا فعله لغمٌ من مخلفات مليشيا الحوثي الكهنوتية، انفجر بأم خلود وهما عائدتان إلى المسنا للاستقرار في المنزل، وقبل أن تضع الأم قدمها على عتبة المنزل استلقفها لغم حوثي.
 
 
قتلت أم خلود وغادرت الوجود شهيدة، وفقدت خلود بصرها، قبل أن تأخذ رحلتها البديهية متنقلة بين المستشفيات لتزيل الشظايا التي أمسكت بجسدها، تاهت في مستشفيات عدن حتى انقضت فترة علاجها وعادت مجددا إلى ديارها.
 
 
تلاحظ خلود اليوم فرقا هندسية تابعة للقوات المشتركة تصول وتجول في المسنا لنزع الألغام وتطهير الأرض من دنس المليشيا الحوثية، وتلحظ في أفق هذه الجهود أملا بألا يصاب أحد من أهالي الحي بألغام المليشيا مرة أخرى.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية