شرطي يبني مدرسة لتعليم 450 طفلاً متسولاً
يقولون إن التغيير هو النتيجة النهائية للتعليم والتعلم، وإدراكاً منه أن التعليم قد يكون إحدى الطرق لرفع مستوى الفقراء والمحرومين في الهند، يساعد شرطي من راجستان الأطفال في حيه على الحصول على فرصة التعليم، الشرطي دارامفير جاكار قرر بدء مشواره الإنساني من منطقة تشورو في ولاية راجستان، حيث قام ببناء مدرسة مجانية أطلق عليها اسم أبيني باشالا، وذلك لتعليم الأطفال المحرومين في المنطقة الذين اعتادوا التسول نتيجة للفقر.
تم إطلاق المدرسة في 1 يناير 2016، وكان عدد الأطفال بها مجرد 17 طالباً، وهي تقع بالقرب من مركز الشرطة النسائي في مقر المقاطعة، وبعد أربع سنوات من العمل والجهد تقوم الآن المدرسة بتعليم 450 طفلاً اعتادوا سابقاً على التسول في الشوارع.
البداية
جاءت الفكرة إلى ضابط الشرطة بعدما اطلع على تقارير تفيد بحجم الأطفال المتسولين في الحي المسؤول عنه وفكر أن دوره كونه ضابط شرطة لن يقتصر على محاربة التسول، بل لا بد أن يكون هناك طريق بديل لهؤلاء الأطفال يحصلون من خلاله على حياة أفضل والطريق الأفضل من وجهة نظره كان التعليم، لذلك تواصل الضابط مع مؤسسة متخصصة في مجال التعليم تتخذ من مومباي مقراً لها، والتي يقودها زميلان شابان من الهند لمساعدته في تأسيس مدرسة متكاملة لهؤلاء الأطفال.
وبغض النظر عن التدريس، توفر المدرسة لوازم مجانية بما في ذلك الزي الرسمي والكتب والحقائب وغيرها إلى الطلاب، لكن ما الذي دفع الشرطي لبدء المدرسة؟ يقول دارامفير: عندما تحدثت إلى هؤلاء الأطفال، قالوا لي إنهم ليس لديهم آباء أو أي أقارب آخرين في البداية وبعدها ذهبت إلى الأحياء الفقيرة واكتشفت أنهم ضمن عدد كبير من الأطفال الذين يعيشون تلك الظروف القاسية، شعرت إذا لم أقم بمساعدتهم، فإنهم سوف يضيعون حياتهم بأكملها في التسول وبدأت في تعليمهم لمدة ساعة كل يوم.
مساعدة
تدير المدرسة حالياً من الصفوف الأولى إلى السابعة، يوجد ما يصل إلى 360 طالباً في الصفوف الدنيا، بينما يدرس 90 طالباً في الفصلين السادس والسابع، كما توجد سيارة فان تنقل الأطفال من المدرسة إلى المنزل والعكس بالعكس كل يوم، يتم الحفاظ على قناة اتصال ثابتة بين المدرسة وأولياء أمور الطلاب للسيطرة على التغيب، كما يتم مساعدة دارامفير من قبل اثنين من أفراد الشرطة من زملائه.
هناك العديد من العائلات التي تأتي من ولايتي يوبي و بيهار للمساعدة في هذا المشروع الإنساني نظير التحاق أطفالهم بالمدرسة حيث هناك حالة تحفيز لأطفالهم على الدراسة وعدم التوقف بمجرد العودة إلى أرضهم الأصلية.
تم السماح لبعض الأطفال بالعمل في جمع القمامة لأن آباءهم لن يسمحوا لهم بالذهاب إلي المدرسة إذا لم يساعدوهم مادياً، ولكن كان قرار المدرسة السماح لهم بذلك بعد المدرسة ولمدة لا تزيد على ثلاث ساعات بالتنسيق مع أحد أفراد الشرطة، وتعهد من أولياء الأمور بعدم تجاوز المدة المحددة حتى يتثنى للأطفال متابعة دراستهم.
صحيفة البيان