بدءا، في سياق الحديث عن ساحل الجمهورية الغربي ، دون شك يتوجب عليكم فهم معنى الجمهورية الثانية فهل سقطت الأولى لنتحدث ببجاحة عن الثانية؟ نعم كادت تسقط.
 
من المخا، حيث المقاومة الوطنية الممتدة جزءاً من القوات المشتركة إلى مدينة الحديدة، وددت التعبير عن زيارتي الأولى قبل أيام على طول خط الساحل إلى حيث أوقف ستوكهولم أقدام الرجال المتعطشين لاستكمال تحرير الحديدة ، فهنا تتمثل البداية الأولى لتأسيس جمهورية ثانية ، لقد سقطت الأولى ، تتساقط في كل جبهة ، وهنا تصمد ، صمدت رغم الداء، رغم الأعداء وبدأت بتأسيس مرحلة هي الأعمق حول اليمن : مرحلة الغرس الوطني لقيم الجمهورية في البلد ، فهنا بين سحب الغبار وسيوله يكافح كل جمهوري لتأثيث الجماهير بالوطن. 
 
معركتنا مع الحوثيين ليست مجرد بنادق ودماء ، تكمن الحرب الحقيقية في هذه المرحلة بين قيم الإمامية وقيم الجمهورية ، تلك التي ذهبت وعادت باسم وصفة جديدين ، لكن وأنت في المخا، حيث المؤسسات تعمل بكل ثبات ، سلطة محلية ، أمن ، عام ومركزي ، وشرطة عسكرية ، والألوية في ثكناتها إلى الخط الممتد ، الخوخة والفازة والجاح والدريهمي تجد قبالة حواسك قشعريرة الشعور الجمهوري ، ترى الجندي في النقطة يتناسق مع زيه وقبعته وطريقته لحفظ المكان فتقشعر أطرافك ، تتنمل ، مثلها كما في طفولتنا ونحن نردد مع أيوب على صوت ميكرفون المدرسة النشيد الجمهوري ، كيف لطفل يحفظ اسم الجمهورية أن يقشعر إهابه آنذاك ؟ هي بواطن الوطن في بواطنك الطفولية. 
 
أولى مظاهر الجمهورية ، عكس السلالية، خماسيتنا في السيارة التي أقلتنا من المخا إلى الحديدة ، السائق من ريمة ، أنا من مخلاف تعز ، ثالثنا بني مطر ، والصنعاني رابعنا والخامس من الحديدة ذاتها ، بهذه التشكيلة الحقيقية توحدت الجهات ، هنا ترجموا شكلاً مجيداً لأولوية المعتقد الوطني الجماهيري ، ليسوا طلاب دعوة إلى الظلام ، وعصوره المعتمة ، بل تشكلوا بتطريز القادة في صف الاسترداد ، فالثيمات تشهد ، ثيمات متواترة عبر مئات الكيلوهات في الساحل الغربي ، والجنود المجندة ، بواسلنا الجهابذ ، الجنوبي مع الشمالي ، كل جهة تستند على الأخرى ، تحت ظل الجمهورية. 
 
هم أبناء الراية ، ذات الألوان الثلاثة ، وصلتهم بهذه المعركة اللحن الخالص من حنجرة العقود الماضية ، حنجرة صاحت لله والوطن ، فيما صرخت آنفا ، قبل سنوات ، حنجرة الكهف ، وكيلا نفقد لذة المشاعر تلك وددت أن أحدثكم بحديث سهل : العَلَم هو سيد المكان ، وفحوى النقاط ، الحواجز الحديدية الحديثة ، لا سواتر ترابية كما عادة البلاد ، هنا سيارات النجدة ، فالأمن يمضي وفق عمله ، فهل يعني لكم أيها القراء شيئا عندما تشاهدون "بريهات" الشرطة مثل أيام زمان ، هل يعني شيئا أم لا ؟ 
 
يعني ، هذا مؤكد ، لو قلت تدحرج الجمهوري من أعلى نقطة في اليمن  إلى أسفلها هنا في الساحل لصدقت ، ولصدقتموني لو قلت أن التشييد الحقيقي لكل ما توده يبدأ من أسفل ، أن تنبع بالجهد من قلب الخسارات ، الخسارة أوجدت هذه النقطة الفسيحة ، هذه المساحات الشاسعة ومن وعورة هذه الحياة ، وحدة التناقضات التي تحوط القوات المشتركة من كل جانب، لكن كيف تبزغ الزعامات عبر التأريخ ؟ لا عذر من التوضيح ، تبزغ من مثل هذه الأماكن ، وبمثل هذه الصعوبات ، أن تؤسس لغدك من أسفل نقطة وعلى ضوء أدق التفاصيل البيضاء، والرمادية ، بتمعن مثمر.
 
فيما المليشيا تحاول تعميد إماميتهم بالوحشية، هنا تعمد المقاومة الوطنية أشبارنا بنموذج حقيقي ، تميز طارق صالح جنبا إلى جنب مع رفقاء النضال في تقديم النموذج الكبير بمناطق الساحل ، النموذج الذي عجز الجميع عن تقديمه لإقناع الجماهير أن جمهوريتنا ليست الوجه الآخر لحكم المليشيا ، هذا النموذج رص خلف القوات المشتركة أرواح الرجال من الفج والفج وستجده من المخا مرورا بكل مركز حكومي ، وإدارة ، ومدرسة ، ونقطة ، ومشروع ، أن تمضي وحولك ثيمات العمل المقدس ، أنا وجدته ، لأشهر ثلاثة وجدته ، بزيارة فقط إلى الحديدة وجدته ، وستجدونه أنتم إلى الحديدة قبلة الرجال الأولى.
 
هنا الهامات يتلون أسفار بلد ذهب بين شدقي الكهنوت ، لو شاهدتم صغار الدريهمي وهم يهتفون بشعارات المجد لعلمتم معنى أن تقدم أنموذجا جمهوريا ، فالعسكر هنا النموذج الجمهوري في ثكناتهم همتهم تطول السماء جمعتهم المدينة السمراء مع سكان المدينة ، من أجل الأجيال القديمة ، تجد الفدائي من أعالي الشمال على تخوم الحديدة ، ماسكا قناصته ، والعسكري بين الحر والغبار في النقطة ، الجميع يعمل يدا واحدة وفق ثورية ليس لها في العهد هذا مثيل إلا لتسيير النضال على أكبر ما يرام ونريده، فالنهاية ستأتي ، والنصر كما في الأثر صبر ساعة ، إنما النصر، طالما هؤلاء هنا، صبر ساعة.
 
هنا الهامات يتلون أسفار بلد ذهب بين شدقي الكهنوت ، لو شاهدتم صغار الدريهمي وهم يهتفون بشعارات المجد لعلمتم معنى أن تقدم أنموذجا جمهوريا ، فالعسكر هنا النموذج الجمهوري في ثكناتهم همتهم تطول السماء جمعتهم المدينة السمراء مع سكان المدينة ، من أجل الأجيال القديمة ، تجد الفدائي من أعالي الشمال على تخوم الحديدة ، ماسكا قناصته ، والعسكري بين الحر والغبار في النقطة ، الجميع يعمل يدا واحدة وفق ثورية ليس لها في العهد هذا مثيل إلا لتسيير النضال على أكبر ما يرام ونريده، فالنهاية ستأتي ، والنصر كما في الأثر صبر ساعة ، إنما النصر، طالما هؤلاء هنا، صبر ساعة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية