شكلت ولازالت قطر عدوا لاستقرار اليمن وخادما مطيعا لطهران وداعما ومحركا لأدوات التخريب والإرهاب ولكل من يريد العبث بالوضع الداخلي اليمني خدمة لأهداف مريضة ترى في إشعال النار في البيت المجاور للسعودية يمثل خطرا وجوديا على الرياض.
 
ولم يكن الدعم القطري للمليشيا الحوثية مرتبطا بالأزمة الخليجية بين قطر والسعودية والإمارات بل إنه خرج إلى العلن وقتها كنوع من الابتزاز القطري لجيرانه من أجل تخفيف الضغوط عليه لكن حقيقة الدعم القطري كان قديما للمليشيا منذ الوساطة القطرية بين المليشيا الحوثية والحكومة اليمنية إبان تمردات صعدة ما قبل 2009، ومنها استمر التواصل القطري بالمليشيا بشكل سري حصلت من خلاله على دعم قطري كبير ساعد الحوثيين على الوصول إلى ما هم عليه اليوم.
 
وساهمت الوساطة القطرية في إنهاء عزلة الحوثيين كونهم متمردين حينها على الحكومة والدولة وعملت على تدويل التمرد في صعدة وإخراجه من إطاره القانوني كاختصاص يمني بإنهاء هذا التمرد استنادا إلى نصوص الدستور والقوانين الناظمة وكانت تلك أولى هدايا الدوحة الثمينة للحوثيين.
 
واستمر التنسيق القطري الإيراني في التعاطي مع الملف اليمني تحت الطاولة لخدمة أهداف الطرفين في المنطقة على حدود المملكة العربية السعودية، البلد الرئيسي المستهدف من تحركات الدوحة وطهران في اليمن.
 
ومؤخرا بعد خروج أزمة قطر مع جيرانه عن إطار الاحتواء صعدت الدوحة من نشاطها في اليمن لصالح المليشيا الحوثية وجندت إعلامها المحلي والدولي لصالح المليشيا وأخرجت الحوثيين من عزلة إعلامية فرضت عليهم منذ انطلاق عمليات التحالف العربي في مارس 2015.
 
وتعمل قطر وفق مسارات متوازية أحدها دعم مليشيا الحوثي لوجستيا وتوفير تمويل مالي لتغطية قيمة شحنات سلاح وذخيرة من تجار محليين وتسهيل عمليات نقل هذه الصفقات من خلال أدوات قطر المزروعة في المحور الشرقي من مأرب وحتى المهرة.
 
ويعمل المسار الثاني على تجنيد خلايا الإخوان المسلمين لتنفيذ أجندة تخدم الحوثيين في المناطق المحررة ومحاولة إرباك التحالف على الأرض وتكليف قيادات إخوانية متواجدة في قطر وتركيا بإدارة عملية تنفيذ هذه الأجندة.
 
ولولا تدخل التحالف العربي لكانت الدوحة نجحت في إشعال حرب داخلية طاحنة في عدن وقبلها بين فصائل الجيش والمقاومة في تعز وذلك من خلال استخدام ورقة قيادات عسكرية تعمل لخدمة التحركات القطرية مع إدراكها أن هذه التحركات تخدم مليشيا الحوثي وتهدد بنسف كل التضحيات التي قدمتها الحالمة طيلة 5 أعوام.
 
المسار الثالث الذي تتحرك فيه الدوحة داخل اليمن هو تفريخ الجماعات الإرهابية ودعمها لإثارة أعمال تخريبية في المناطق المحررة وتنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات بحق ضباط وقيادات عسكرية لها حضور في المعادلة الوطنية.
 
لن يكون هذا الافتضاح القطري هو الأخير لأن هناك كثيرا من الأدوات التي تحركها الدوحة لتنفيذ مشاريعها القاتمة في بلد لم يشكل يوما أي خطر أو قلق لأي قطر عربي أو مصالح دولية رغم أهمية موقعه الجغرافي على الخارطة العالمية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية