استمعنا اليوم للخطاب المفاجأة. لخطاب "علي عبد الله صالح" الأخير، خطاب براءة الذمة. والذي ينشر لأول مرة في وقت تحول كبير تشهده الحرب.

 

بلا شك إنه خطاب رجل شجاع ليس فقط لقدرته على صياغة خطاب مرتجل متماسك في أشد لحظات الشدة التي قد يتعرض لها رجل، حيث كان يقصف منزله في وقتما كان يتلو خطابه. كما هو واضح في خلفية صوت الفيديو حيث يسمع صوت الضرب.. أثناء الاقتحام.

 

كان شجاعا لأنه استطاع في ذلك الوقت مصارحة شعبه بكل شفافية، وإعلان براءة ذمة كما أنه قدم لنا مبادرة تشكل خارطة طريق شاملة لإخراج الوطن من هذه المحنة. ان الرجل ذو الأعصاب الفولاذية في آخر لحظات حياته، كان يؤكد على أهمية الشراكة والديمقراطية والحوار.

 

أكد لنا أهمية عدم التبعية لأي دولة خارجية، ولعلها التهمة التي بسببها دفع حياته ثمنا لها. لكنه لآخر لحظة يؤكد بأنه ليس العميل لأي دولة شقيقة. أكد على وقوع العدوان من قبل التحالف، ودعا لوقفه، ولبدء حوار حقيقي وانتخابات بعد تشكيل مجلس انتقالي.

 

قدم خارطة كاملة للحل، الذي يؤكد خطابه ومصيره أن الحوثيين برعونتهم وهمجيتهم، رفضوها وأرادوا القضاء عليها، ليستتب لهم الحكم. الذي كما وصفه بأنهم أسوأ من حكم وأسوأ من حكم بيت حميد الدين.

 

صالح لم يكن عنصرياً في خطابه ضد الهاشميين، بل لقد ذكرنا بدورهم الوطني في قيام الثورة الجمهورية ودورهم بعد ذلك في خدمة الوطن.

 

خطاب صالح الاخير هو الأكثر وطنية، ليس فقط من كل خطبه، بل من كل الخطابات والخطباء لكل الرؤساء والزعماء في اليمن، انه مازال الأقوى والاصدق. لقد سلم رسالته وقال .... وداعاً.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية