ثلاث محاور حاول زعيم عصابة الكهنوت الحوثية عبد الملك الحوثي تسويقها في خطابه ليل أمس المثقل بالزيف والكذب والذي جعل ثلثي مضمونه لتسول الدعم والحشد وأن يضحي الناس بأرواحهم دفاعا عنه وعن مشروعه التدميري الطائفي.
 
أول هذه المحاور حديثه عن أن الوضع الاقتصادي كان قبل الانقلاب يسير إلى الهاوية وكان لابد من تدخل لمنع هذا الانهيار، وهو هنا يعتبر ابتلاعه وعصابته لحقوق الناس وأموالهم وفرض الجبايات واستنزاف رأس المال المحلي إنجازا للعصابة التي كانت محشورة في كهوف الجبال وأصبحت تتسابق على الثراء من جيوب وأملاك اليمنيين.
 
وفي ذات الخطاب يعود زعيم مليشيا إيران في اليمن ليكذب نفسه ويتحدث عن وضع مزرٍ للناس واقتصاد منهك وضرورة العمل على الاكتفاء الذاتي مطالبا التجار بتنفيذ رؤيته العرجاء هذه التي تتنافى مع أبسط قواعد العمل التجاري والاقتصادي.
 
لا يحتاج زعيم المليشيا لمن يفند أكاذيب خطابه الممل فهو قد قام بنفسه بتلك المهمة حيث كان يتحدث ويناقض ذاته في نفس الخطاب وهذا يكشف الكم الوافر من الغباء الذي يستوطن ذهنيته حتى وهو يحاول في خطابه وضع تأصيل لموت الناس دفاعا عنه واعتبار ذلك من أساسيات الإيمان بالله.
 
ثاني محاور الخطاب كان حول الجانب الأمني وكيف أن انقلابه عمل على وقف الانفلات الأمني بعد أن كانت العناصر الإرهابية تسرح وتمرح في العاصمة حسب قولة متناسيا أن اليمن كانت تعيش حالة استقرار أمني حتى وصلت عصابته وفوضى 2011 إلى قلب صنعاء وبقيه المحافظات وعبثت بالأمن والاستقرار وجعلت من الجيش والأمن الذي حفظ البلاد عقودا من الزمن عدوا واستهدفته بكل ما تملك من أدوات التخريب ودعوات الفوضى.
 
حديث زعيم الكهف حول الجانب الأمني جاء متأثرا ببيئة الكهف التي يعيش فيها ويعتبرها آمنة بينما يجهل هذا الدعي الصغير الوضع الذي تعيشه البلاد من فوضى وحرب وانفلات أمني بسبب مغامرته وعصابته الكهنوتية، وكونه محشورا في كهف صغير فهو يجهل ما تشهده البلاد، وما تطارده من لعنات ولا يصله من زبانيته إلا أكوام المديح والثناء على غبائه المستفحل.
 
ثالث محاور هذيانه تركز حول ضرورة أن تتجند اليمن كلها للقتال معه وأن يضحي الناس بأرواحهم وممتلكاتهم وأبنائهم دفاعا عنه وعن عصابته المتفرغة لبناء ثروات وتكديس أموال وتشييد قصور وتملك عقارات في أهم وأغلى مناطق العاصمة والمحافظات المهمة.
 
يريد عبد الملك الحوثي أن يشيد مملكته على جثث أبناء القبائل وأن يبني قصوره بأموال الناس ويطعم أعوانه بسرقة لقمة المساكين والمسحوقين بمغامراته الكارثية ولا يتورع في مواصلة تسوله الناس وإرغامهم على رفد جبهاته ومقاتليه بالأفراد والمال والدعم العيني.
 
يتحدث عن ثلاثية الأمن والاقتصاد وضرورة القتال دفاعا عنه في الوقت الذي سرق مرتبات الموظفين وجمارك التجار وإيرادات القطاع المختلط ونهب أموال التأمينات وعقارات الدولة والأوقاف، وحوّل كل ما يقع تحت سلطته إلى قطاع مؤمم له منه نصيب وافر بأوجه ومبررات عديدة، وغالبا سخيفة.
 
تحولت خطابات زعيم عصابة الكهنوت الى مادة للتندر والسخرية لتجاوزها منطق الواقع وأصبح ظهوره أقل أهمية من موعد مباراة في دوري القرى أو في إحدى الحواري بينما يعتقد في ذات نفسه ويخيل له أنه زعيم ينتظره الجميع لسماع روث لسانه الكاذبة، حديثا وحجة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية