للمستعجلين على معركة الحديدة.. اسمعوا قليلا...!
قواتكم المشتركة في الساحل الغربي (المقاومة الوطنية- ألوية العمالقة- المقاومة التهامية) قدّمت وتُقدم انتصارات عسكرية كبيرة، تاريخية ومشرّفة والدعمُ لها لا يجب أن يكون من بوابة الضغط عليها لسرعة استكمال تحرير الحديدة، وكأن الأمر عبارة عن مسرحية أو نُزهة.. هذه حرب وفيها قدر عالي من المحاذير وتحمُّل المسؤوليات والتخطيط والتكتيك والبرامج وحماية المدنيين ومصالحهم.
وبتعبير آخر لابد أن تفقهوا معنى أننا في حرب تتطلب مستويات من الحرفية والعمل واستيعاب المهام الأساسية والجوانب المختلفة من تخطيط ومعلومات لوجستية وتطهير جيوب وأوكار للمليشيات وخطوط تماس ونزع ألغام وتنفيذ برامج مُتعدّدة وعمليات إغاثية متواكبة مع إنهاك العدو وتقطيع أوصاله وتطهير وتأمين المناطق وعزل الأخرى وعدم ترك اي فرصة أو ثغرة كي يستفيد منها حتى معنويا أو إعلاميا.. وغير ذلك من الأشياء العلمية والتي لا يفقهها كثير من الإخوة المدنيين المتحمسين للمعركة النهائية..
ولهؤلاء الأعزاء نقول: فرملوا قليلا.. أثابكم الله.. وإذا لم تفيدوا بصبركم فلا تضروا باستعجالكم.
مع إدراكنا الكُلّي لحسن النية ورغبة السواد الأعظم للحسم وانتظارهم للحظة التاريخية التي يتم فيها الإعلان رسميا عن تحرير الحديدة بصورة كاملة من مليشيا الكهنوت الحوثي، لكن هذا الجمهور، الجمهوري العريض، مُطالب - أيضا- بضرورة الأخذ بعين الاعتبار لحقيقة أننا في حرب ومعركة تجري في مساحة مفتوحة وواسعة ،مزروعة بآلاف الألغام والمتفجرات وعدو لا تهمه حياة الأبرياء ومصالحهم ولا يلتفت للجوانب الأخلاقية والمعيشية والإنسانية، ولا يعنيه شيء سوى إطالة أمد الحرب وزيادة مأساة الناس.
وبناء على ذلك هناك مبادئ وثوابت بالنسبة للقوات المشتركة تلتزم بها، وهذه تُضاف إلى الجوانب التي سبق ذِكرها، ولابد علينا حيال هذا الأمر وضعه بعين الاعتبار ولا نهرف بما لا نعرف .
نعود ونقول : اطمئنوا ، سيما وقد اثبتت لكم الأيام الماضية أن معنويات وحرفية القوات مرتفعة جدا. كما أنها تتميز بوجود نخبة من القادة والضباط المتمرّسين ومن ذوي الكفاءة العلمية والقيادية العالية المسنودة بخبرات ميدانية متراكمة، وهؤلاء يعرفون عملهم ويجيدون وضع الخطط واختيار الآليات المناسبة للطُرق التي تُسيّر المعارك بدون أي قفز أو استبساط للأشياء..
كما أنهم بحاجة إلى الدعم المعنوي البنّاء وليس الهدام.
لذلك رجاؤنا عدم الاستعجال المُبالغ فيه.. وكونوا على يقين بأنكم ستحتفلون بالنصر المؤزر فقط، انظروا للصورة من كل زواياها وقدّروا الأشياء بعقولكم وليس بالعاطفة التي لم تَقُدْ يوماً معارك أو تُحقق انتصارات.. وجميعنا يعلم يقيناً أن الشارع اليمني ينظر لتشكيلات القوات المشتركة كفرس رهان وأمل وحيد بعد الله في استعادة النظام الجمهوري والحرية والكرامة والمواطنة ولم يعد ينقصنا أي إحباط أو خسارة ما، لا سمح الله..
قواتكم المشتركة تعدكم - إن شاء الله - بالانتصار الكامل ومعانقة المجد، وأنتم عِدوها بالصبر والحكمة والدعاء لها بالثبات والتعاون في تقديم المعلومات اللوجستية الصحيحة.
خلاصة القول:
لسنا بحاجة لمن يستعجلنا بقدر ما نحن بحاجة إلى من يقف معنا ويدعو لقواتنا بالثبات والنصر ورفع الروح المعنوية والدفع بالشباب لمعارك الشرف والبطولة التي تُسطّرها هذه القوات في جبهات الساحل الغربي وأبواب مدينة الحديدة.