احتشد آلاف العراقيين في العاصمة بغداد، صباح يوم الجمعة، استجابة لدعوة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، للتظاهر ضد الوجود الأمريكي في العراق والمطالبة برحيل القوات الأمريكية المتمركزة في البلاد.

 

وجاءت دعوة الصدر للتظاهر الجمعة، في إطار تبعات مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ومعه أبو مهدي المهندس، القيادي بالحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران، على يد الولايات المتحدة في العراق مطلع الشهر الجاري، وتسبب في زيادة التوتر في المنطقة.

 

وتأتي تلك التظاهرة في وقت لا يزال محتجو "تشرين" (في إشارة إلى التظاهرات التي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي) يتواجدون عند جسر محمد القاسم، فضلاً عن ساحة التحرير وسط بغداد، بحسب ما أفاد مراسل "العربية" و"الحدث".

 

من جهتها، اتخذت القوات الأمنية إجراءات مشددة، وقطعت عدداً من الطرق وسط العاصمة، حماية للمتظاهرين. وأفادت وكالة الأنباء العراقية، بوجود خمسة قطوعات رئيسة لتأمين التظاهرة.

 

وحول الهدف الحقيقي من تلك التظاهرات يقول ماجد السامرائي في العرب اللندنية إن "مليونية رفض الوجود الأمريكي التي يقودها مقتدى الصدر، الجمعة تخفي تحت ظلالها كثيرا من الألاعيب السياسية السطحية من جانب الصدر نفسه، ووكلاء إيران من الفصائل المسلحة".

 

ويرى الكاتب أنه " بالنسبة للصدر يحاول إعادة زعامته لما يسميه فصيل المقاومة الذي بدأه عام 2003، وهو يعلم أن هذا العهد قد انتهت مفاعيله عام 2011 بعد اتفاقية رحيل الجنود الأمريكان الموقعة مع الحكومة وأحزابها. والصدر ذاته كان قد حل جيش المهدي بعد خروج العديد من قياداته لتزعّم ميليشيات أخرى، وصلت أعدادها إلى الخمسين، بأوامر من قاسم سليماني".

 

ويضيف الكاتب أن "المليونيات الصادقة في شعاراتها العراقية تقف وجها لوجه ضد مليونية الصدر. نتمنى أن يحفظ الله شباب العراق ويحقن دماءهم الزكية، وإنهم لمنتصرون".

 

ويقول اسماعيل شاكر الرفاعي، في ميدل إيست أونلاين إن "دعوة الصدر إلى مظاهرة مليونية: انتحار حضاري".

 

ويقول الكاتب إن "الخاسر الوحيد من مظاهرة مقتدى سيكون أعضاء تيار مقتدى أنفسهم لا سواهم، اذ سيتم في هذه المظاهرات الدفاع عن استراتيجية السلطة السياسية في المحاصصة وحرمان الناس من الوظائف والخدمات، والتغطية على شعارات ثوار ثورة أكتوبر/تشرين الأول، الذين ينادون بتحسين واقع حياة العراقيين والارتفاع بمستوى عيشهم".

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية