لليوم الثاني على التوالي، تموج مدينة النجف جنوبي العراق بمظاهرات حاشدة، الخميس، قتل خلالها 10 أشخاص وأصيب المئات بالطلق الناري والاختناق بالغاز في مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين.
 
وكشفت مصادر "سكاي نيوز عربية"، أن الجيش العراقي نشر دبابات قرب العتبات الدينية في محافظة النجف، خشية اقتحامها من قبل المتظاهرين، فيما أعلنت السلطات حظر التجول مرة أخرى.
 
ودفعت قوات الأمن بتعزيزات كبيرة إلى ساحة الصدرين في النجف، استخدمت الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل لتفريق المتظاهرين.
 
وتأتي مظاهرات الخميس رغم حظر التجول الذي فرضته السلطات، الأربعاء، بعدما أحرق متظاهرون القنصلية الإيرانية في النجف، بيوم دام شهدته المدينة.
 
وأجج إضرام النار في القنصلية الإيرانية العنف في العراق، بعد أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة التي تهدف لإسقاط حكومة يعتبرها المحتجون غارقة في الفساد ومدعومة من طهران.
 
وكان ذلك أقوى تعبير حتى الآن عن المشاعر المناهضة لإيران بين المتظاهرين العراقيين، مع اتساع الهوة بين النخبة الحاكمة المتحالفة مع إيران وأغلبية يزداد شعورها باليأس، لا تتاح لها فرص تذكر ولا تحصل على دعم يذكر من الدولة.
 
وزاد الغضب الشعبي بسبب عجز الحكومة والطبقة السياسية عن التعامل مع الاضطرابات وتلبية مطالب المحتجين.
 
ووعد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإصلاحات سياسية والتصدي للفساد، لكنه لم يحقق شيئا يذكر من ذلك في الوقت الذي فتحت فيه قوات الأمن النار فقتلت مئات المتظاهرين أغلبهم في شوارع بغداد ومدن الجنوب.
 
والاحتجاجات التي بدأت في بغداد في الأول من أكتوبر وامتدت إلى المدن الجنوبية، أصعب تحد يواجه الطبقة الحاكمة التي تسيطر على مؤسسات الدولة منذ الاجتياح الأميركي عام 2003، الذي أسقط حكم صدام حسين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية