نازح من بطش الحوثي: لا أستطيع تحمل لوازم المدرسة لأطفالي
"صحيح أن التعليم مجاني، لكن هذا لا يكفي بالنسبة لي، كشخص مشرد، لا أستطيع حتى تحمل اللوازم المدرسية الأساسية لأطفالي، على الرغم من أنها رخيصة". بهذه العبارة البسيطة لخص أحد النازحين الذين يعيشون في مدرسة سابقة بمدينة تعز، مأساة التعليم باليمن في ظل حرب أطلقتها الميليشيا الحوثية.
جعلت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، مشاكل قطاع التعليم في اليمن أكثر سوء، ويقدر أن مليوني طفل قد خرجوا من المدارس، واحد فقط من بين كل ثلاثة أطفال يعتقد أنه يذهب إلى المدرسة في مناطق المواجهات النشطة لمخاوف تتعلق بالسلامة، والتشريد، ونقص المعلمين والمنشآت التالفة أو المدمرة.
فقد الكثير من الأطفال على الأقل سنة من المدرسة نتيجة للقتال في مناطقهم الأصلية وتكرار النزوح، ولا يزال الأطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.
آباء قالوا إن بعض أطفالهم كانوا يعملون بدلاً من ذلك. قال أحدهم إنهم لم يتمكنوا من إقناع طفله بالعودة إلى المدرسة بعد سنة دراسية فاتته بسبب الصراع والتشريد.
وبحسب تقرير "اليمن النزوح من الحضر إلى الريف أكتوبر 2019" الصادر عن مركز رصد النزوح الداخلي التابع للمجلس النرويجي للاجئين، حصلت "وكالة 2 ديسمبر" على نسخة منه، كان الحاجز أمام التعليم الذي يتم الاستشهاد به غالباً هو التكلفة، مع أكثر من 80 في المائة من السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر و10 ملايين شخص على بعد خطوة من الجوع "من الواضح أن الأسر غير قادرة على تلبية أبسط حالاتها".
وارتفع الرقم القياسي للأسعار - التضخم التراكمي - في التعليم ومستلزماته 59.8 % في يناير 2019 مقارنة بديسمبر 2014 - وبالذات التي يقدمها القطاع الخاص - تصعّب على ذوي الدخل المحدود والفقراء الذين يشكلون السواد الأكبر من السكان الوصول إلى تلك الخدمات خاصة في ظل تزامن تآكل فرص الدخل مع تصاعد مستويات التضخم.
كانت اليمن تحرز تقدما في التعليم، وارتفع إجمالي الالتحاق بالمدارس الابتدائية من 73 في المائة في عام 1999 إلى 101 في المائة في عام 2013، في حين نما معدل التحاق الفتيات من 52 إلى 92 في المائة خلال الفترة ذاتها، وفق دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وبلغ عدد المدارس المتأثرة بالحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، ما يقرب من 2500 مدرسة أصبحت غير صالحة للاستخدام نتيجة تعرضها للتدمير الكلي 15 % أو الجزئي 16 % ، واستخدامها من قبل الميليشيا ثكنات للمسلحين، منتهكةً القانون الدولي الإنساني.