هناك وجه تشابه بين ما حدث في بداية ثورة الشعب السوداني الأخيرة، وما يحدث الآن في ثورة الشعب العراقي، إذ تم التصدي للمتظاهرين السلميين في الخرطوم بالقتل من قبل مليشيات مسلحة موالية للإخوان المسلمين ونظام (البشير) السابق بقصد إجهاض الثورة في بدايتها وإفشال الحوار بين المجلس العسكري الانتقالي وقيادة الثورة الشعبية.. 
 
وفي العراق الآن يتعرض المتظاهرون لحملة منظمة من القتل من قبل مليشيات وعناصر ملثمة موالية لإيران، والتقرير الذي نشرته «أخبار الخليج» أمس قال: «إن مصدر القنابل التي تستخدم من قبل قوات الأمن العراقية ضد المتظاهرين هو إيران، ومصنوعة في إيران، وهي تستخدم لقتل المحتجين وليس تفريقهم».
 
الثورة الشعبية العراقية تتعرض لحرب إبادة.. المتهم الأول فيها (إيران) التي هزها المشهد العراقي العنيف ضد وجودها في العراق، فهي لا تريد أن تخسر العراق كحديقة خلفية لجوارها الجغرافي، وسوف تتمسك بنفوذها هناك بكل السبل، التي من بينها قتل أبناء الشعب العراقي بالرصاص والقنابل المحظورة دوليا.. ولذلك فهي تقايض رئيس الوزراء العراقي (عبدالمهدي) بالبقاء في منصبه مقابل أن يطلق العنان للمليشيات الموالية لإيران في قمع المتظاهرين.
 
هذا يقودنا إلى المتهم الثاني في قمع وقتل المتظاهرين، وهي (الطبقة السياسية) التي تحكم العراق منذ عام 2003 حتى الآن، وهي مجموعة أحزاب معظمها مصنوعة في (إيران) وموالية للمرشد الأعلى الإيراني (خامنئي)، وطوال الـ16 عاما الماضية نهبت ثروة الشعب العراقي بمليارات الدولارات، وأصبح لها مصالح حزبية اقتصادية في مفاصل الدولة، إلى درجة أن أرصفة ميناء (أم قصر) جنوب العراق غنائمها موزعة بين الأحزاب الطائفية الحاكمة في العراق حاليا.
 
هذه الأحزاب لن تتخلى عن مواقعها الحاكمة حاليا، سواء في البرلمان أو الحكومة، ومن مصلحتها إجهاض الثورة الشعبية بكل الطرق، وسوف يستمرون في ولائهم لإيران، لأن مصالحهم السياسية والمالية مرهونة بالتحالف مع إيران ضد ثورة الشعب الرافض للوجود الإيراني على أرض العراق.
 
إذن الشعب العراقي يواجه الآن عدوين لثورته؛ عدوا خارجيا متمثلا في (إيران)، وعدوا في الداخل يتمثل في الطبقة الحزبية الحاكمة في العراق.
 
* نقلا عن موقع جريدة "أخبار الخليج" البحرينية

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية