نهبت ميليشيا الحوثي السلالية، عجائب اليمن وحضارتها، وبات التراث الثقافي الغني لليمن بيد إيران، إذ قامت الميليشيا بتهريب آلاف الآثار اليمنية إلى إيران، وانتهجت ممارسات بحقدٍ دفين تجاه المتاحف الأثرية في البلاد، وحولتها إلى مَعارض لصور قتلاها. 
 
ويقول خبير الآثار عارف الشتوي لـ" وكالة 2 ديسمبر" على مر السنوات الأربع والنصف الماضية، دمرت ميليشيا الحوثي المؤسسات الثقافية والُلقى الأثرية ونهبت آلاف القطع الأثرية من متاحف اليمن، وباعت منها وهربت أخرى إلى إيران.
 
 وأضاف، أن ميليشيا الحوثي الانقلابية، قامت بعمليات نهب لمخطوطات أثرية للمساجد التاريخية، وهربتها إلى الخارج، وباعت أقدم نسخ القرآن الكريم المحفوظة في الجامع الكبير بصنعاء، والتي كتبت على جلد الغزال، لرجل أعمال إيراني مقابل ثلاثة ملايين دولار أميركي.
 
وتشير معلومات خاصة إلى أن المدعو يحيى الحوثي، شقيق زعيم المليشيا، يشكل حلقة الوصل الرئيسية لتجارة الآثار مع الإيرانيين.
 
ونهب الحوثيون متحف مدينة ذمار، ومتحف تعز الوطني، ومتحف عدن الوطني، والمتحف الوطني في زنجبار، ومكتبة زبيد التاريخية، وقد أكد الخبراء الدوليون عملية نهب الحوثيين لكنوز اليمن التاريخية، بما في ذلك علماء الآثار اليمنيين، والمجلس الدولي للمتاحف، وفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن.
 
وكانت ميليشيا الحوثي باعت أقدم نسخة من التوراة في إطار صفقة سمحت لدفعة من آخر يهود اليمن بالتوجه إلى إسرائيل، وظهرت النسخة النادرة التي توارثها حاخامات اليهود اليمنيون 500 سنة بجوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مارس 2016 إلى جانب عدد من يهود اليمن ممن سمح لهم بالمغادرة إلى تل أبيب.
  
ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة اواخر2014، تأثر ما لا يقل عن 712 مسجداً و206 مواقع أثرية وفقاً للمركز القانوني للحقوق والتنمية في صنعاء، ويُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، فالميليشيا الحوثية والدولة الإسلامية "داعش" والقاعدة وتجارة التهريب المزدهرة ساهمت جميعها في فقدان الآلاف من الآثار.
  
 إلى جانب إيران، تعد الولايات المتحدة الأمريكية، وجهة الحوثيين لبيع الآثار اليمنية القديمة، وتظهر الأبحاث التي أجراها ائتلاف الآثار، أن الولايات المتحدة استوردت خلال العقد الماضي أكثر من 8 ملايين دولار من الفن والتحف المعلنة من اليمن.
 
وأفادت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أمس الأول الخميس بأن الحكومة الشرعية تطالب السلطات الأمريكية بتوقيع مذكرة تفاهم، في إطار مساعيها لاستعادة قطع أثرية يهودية قيمة أخرجت من البلاد.
 
وتنتظر الحكومة اليمنية رداً حاسماً من الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص استرجاع الآثار اليمنية المنهوبة، حيث قالت وزارة خارجية الولايات المتحدة إنها ستبت بقرارها في هذا الشأن حتى نهاية شهر نوفمبر الجاري.
 
ويعد اليمن مهداً للعديد من الحضارات وموطناً لأديان متعددة، خاصة اليهودية والمسيحية والإسلام، ويملك تراثا يمتد إلى ما يقرب من 4000 عام.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية