انتقائية حوثية مزدوجة تطيح «ملف الأسرى»
انتقائية مزدوجة تمارسها العصابة الحوثية وفق عمليات فرز سلالية مناطقية مذهبية عفنة بحق عناصرها الذين وقعوا في الأسر، أو آلاف المرميين في سجنوها الذين اختطفت معظمهم من منازلهم ومقار أعمالهم ومارست بحقهم صنوف العذاب.
فهي من جانب تقدم كشوفا لا يتجاوز محتواها من الأسماء عدة عائلات بعينها دون أن تعير عناصرها المغرر بهم من أبناء القبائل أي اهتمام تاركة ذويهم يتجرعون الذل والهوان على أبواب قياداتها يستعطفونهم التكرم بضمهم إلى تلك الكشوف.
هذه المقاييس الموروثة عن إمامة بائدة دعت آباء وأمهات تعمدت هذه العصابة المستبدة إذلالهم، للذهاب إلى المناطق المحررة لرؤية ذويهم والبحث عن سبل الإفراج عنهم بعد أن تركتهم هذه العصابة يواجهون مصيرهم بلا رحمة.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل تتجاوزها العصابة المناطقية إلى انتقائية جغرافيا المراد الإفراج عنهم ، فالحصة الأكبر من الأسماء المقدمة من جانبها تبعاً لمحل الميلاد لا تتجاوز محافظات شمال الشمال.
وهي بذلك تترك الفتات من الحصة لبقية المناطق في مرتبة دون أولوية، فيتقلص محتوى تلك الكشوف من أسماء الأشخاص المولودين جغرافياً ضمن جنوب ووسط المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها.
ومن جانب آخر لا توافق على كل الأسماء المقدمة لها للإفراج عنهم مقابل تلك التي تقدمها، بل تتعمد انتقاء منسوبي وأنصار أطراف سياسية وقوى بعينها، بناء على تفاهمات سياسية تشرف عليها دول إقليمية معادية أبرزها إيران وتركيا.
وهي ترمي بذلك إبرام صفقات مشبوهة تنعكس سلباً على جبهات القتال، وهذا يعني ضرب الصف الجمهوري والمساهمة في إذكاء معارك جانبية تبتعد عن الهدف الأسمى وهو استعادة الدولة اليمنية والنظام الجمهوري.
اختيار المفرج عنهم من معتقلاتها له معايير لا إنسانية أخرى، فالمليشيات الحوثية تركز دوماً على الذين أصيبوا بأمراض وعاهات داخل معتقلاتها ليس إشفاقاً عليهم بالطبع؛ لكن لأنهم أصبحوا في نظرها "عالة عليها" ترمي بهم إلى ذويهم جثثا هامدة او نصف أحياء يعانون امراضا نفسية وإعاقات دائمة جراء التعذيب الوحشي الذي ذاقوه في معتقلاتها.
كما تنتقي مليشيات الحوثي أوقات تبادل الأسرى، فتتحين تلك التي تخدم راعية الإرهاب الأولى في إطار صراعها الدولي الذي تعمدت جر اليمن ان يكون أحد ميادينه.. أي ان التزمين ورقة رابحة في لعبة قذرة تديرها إيران عبر مليشياتها الإرهابية في المنطقة تستخدمها لتنفيذ سياساتها وتحقيق مكاسب سياسية لا تخفى.