تعرضت وسائل إعلام عراقية وعربية إلى هجمات مسلحة في بغداد، على مدار اليومين الماضيين، في الوقت الذي ترك المجال لنظيراتها الإيرانية أو المدعومة من إيران لشيطنة المظاهرات والتحريض على المحتجين.
 
و عمد مسلحون مجهولون إلى اقتحام مكاتب عدة قنوات تلفزيونية عراقية وعربية والاعتداء بالضرب على العاملين فيها وكسر معداتهم الصحفية.
 
واستنكر مركز "ميترو" العراقي للدفاع عن حقوق الصحفيين ،اليوم الأحد، استهداف مكاتب وسائل إعلام قام به مسلحون من القوات الحكومية أو مدفوعين منها لممارسة العنف بقرار حكومي غير رسمي في هجمات منسقة للحيلولة دون تغطيتها للمظاهرات.
 
ودان مدير المركز رحمن غريب هذه الهجمات وطالب بفتح القنوات المغلقة لإتاحة المعلومة للمواطنين ، مضيفاً أن "هنالك حملة تستهدف القنوات (الإعلامية) الناقلة للحقيقة، 
 
واتهم الحكومة بحجب المعلومات عن المواطنين وكذلك الحصيلة الدقيقة للضحايا وما يدور في المستشفيات وهذا دليل على العنف الممارس ضد المتظاهرين.
 
وأشار إلى أن "مركز ميترو على تواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين للكشف عن الممارسات الوحشية ضد المدنيين وحرية الصحافة والرأي في العراق".
 
وهاجم ملثمون مساء أمس مكتب قناة العربية في العاصمة العراقية بغداد واعتدوا على الموظفين بالضرب وأقدموا على تحطيم محتوياته، عقب تهديدات في الأيام الماضية.
 
ووقع الهجوم عندما أقلت سيارات سوداء اللون أشخاصا ملثمين، يرتدون زيّا أسود اللون حيث اعتدوا على الكادر المتواجد في مكتب القناة، وضربوا الموظفين بالأسلحة، ثم قاموا بتحطيم المعدات والأجهزة المحمولة.
 
ووقعت حالات اعتداء على مقرات صحفية أخرى إذ اقتحمت قوات ملثمة مقر قناة NRT التي تملكها النائبة الكردية السابقة سروة عبد الواحد وشقيقها شاسوار عبد الواحد.
 
 وأوقف بث القناة من مقرها الكائن في قلب بغداد قبالة شارع أبي نواس في سابقة خطيرة تهدد أمن وحياة العاملين في الصحافة.
 
الإعلام الإيراني أطلق توصيفات مختلفة على التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في العراق الثلاثاء الماضي للمطالبة بمحاسبة الفاسدين وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات.
 
من جهة أخرى ترك المجال لوسائل الاعلام الإيرانية أو تلك التابعة لجهات أو شخصيات عراقية ولبنانية مقربة أو مدعومة من إيران لشيطنة التظاهرات، حيث تتهم المتظاهرين بمحاولة لتقويض نظام الحكم في العراق "خدمة لمصالح وأجندات أجنبية".
 
ونشرت وكالة أنباء فارس على موقعها الالكتروني أخبارا ومقالات تشير إلى أن التظاهرات تضمنت أعمال عنف وتخريب وحرقا لمقرات حكومية وشن هجمات على قوات الأمن العراقية.
 
وكذلك اتهمت الوكالة الرسمية الإيرانية المتظاهرين برفع أعلام النظام السابق وحرق علم إيران دونا عن أعلام باقي الدول، بالإضافة إلى ارتباطهم بدول إقليمية وغربية تحاول تنفيذ انقلاب عسكري في العراق.
 
قناة العالم الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة العربية من جهتها نشرت مقالا قالت فيه إن "اليد" التي تحرك التظاهرات في العراق "مدعومة بشكل مباشر وكامل من سفاراتي الولايات المتحدة وبريطانيا والقنصلية السعودية في العراق".
 
الاتهامات التي طالت المتظاهرين لم تقتصر على وسائل الاعلام الإيرانية بل صدرت من وكالات ومواقع تدار من قبل جهات عراقية مقربة من إيران. 
 
ونشر موقع براثا الإخباري تقريرا مطولا حاول إعطاء صبغة طائفية على ما يجري من تظاهرات من خلال الحديث عن "وجود قيادات في حزب البعث تتجمع في مناطق داخل بغداد معظمها ذات غالبية سنية من اجل تقديم دعم عسكري للمتظاهرين".
 
وكان المحلل السياسي هيثم الهيتي قال في حديث لموقع الحرة إن هناك "جهات متضررة وقلقة من الاحتجاجات في العراق تحاول أن تشوه أو تشيطن التظاهرات".
 
ومن بين هذه الجهات حسب الهيتي "الميليشيات المرتبطة بإيران والتي تعمل من أجل مصالح طهران"، مضيفا أن "هذه المظاهرات هي الأخطر على الوجود والنفوذ الإيراني داخل العراق".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية