الحوثيون يقضون على ثلث الإنتاج الزراعي.. ومنظمة دولية تدعو لدعم الفلاحين
دعت وكالة التعاون التقني والتنمية - منظمة غير حكومية مقرها فرنسا - المنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن إلى أن تعمل على تلبية الاحتياجات العاجلة للمزارعين وأسرهم، مما يتيح لهم البقاء على أرضهم واستعادة سبل عيشهم.
وأكد اقتصاديون أن البلاد على بعد "خطوة واحدة من المجاعة"، حيث يعيش 70٪ من سكان البلاد في حالة من انعدام الأمن الغذائي، لذلك، من الضروري دعم المزارعين اليمنيين حتى يمكنهم المساهمة في إنتاج السلع الزراعية. وفق ما قالوا.
ويعاني المزارعون من تحديات وصعوبات متعددة جراء ممارسات مليشيا الحوثي وسيطرتها على الأسواق المركزية، والمتاجرة بمادة الديزل في السوق السوداء، التي يعتمدون عليها في توفير المياه لري مزارعهم، ورفع رسوم البلدية ورسوم الأسواق، وإجبارهم على دفع الإتاوات، والتبرع بجزء من منتجاتهم لمقاتليها في الجبهات، إضافة إلى فرض القيود عليهم من جانب الأشغال العامة (البلدية) والسلطات المحلية خلال عرض المنتجات الزراعية في الأسواق.
وتسبب التضخم في أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود والمدخلات الزراعية الرئيسية، بالإضافة إلى انخفاض قيمة العملة، بزيادة هائلة في تكلفة المعيشة.
وقدرت دراسة اقتصادية حديثة عن انعدام الأمن الغذائي في اليمن، تراجع ناتج قطاع الزراعة والأسماك بحوالي 32.8 % عام 2018 مقارنة بعام 2014 متأثراً بارتفاع أسعار الوقود وتكاليف مدخلات الإنتاج الزراعي ومحدودية الوصول إلى مناطق الاصطياد السمكي.
وتعرض القطاع الزراعي لتدهور كبير خلال السنوات الأخيرة، وتوقع مسؤول في وزارة الزراعة بصنعاء الخاضعة لسلطة المليشيا الحوثية، أن تكون مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي قد تراجعت إلى ما دون 5% بعد أن كانت بحدود 12% في العام 2010.
كما كشفت دراسة اقتصادية أعدها خبراء دوليون، أن ألغام مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، التي زرعتها في سهل تهامة تسببت بانخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38 في المائة خلال العام الماضي، وفقدان الآلاف من السكان لمصدر عيشهم.
وفخخت مليشيا الحوثي، وكيل إيران في اليمن، سهل تهامة الواقع في الجزء الغربي لليمن، على امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر، بمئات الكيلو مترات، من باب المندب إلى آخر نقطة حدودية مع المملكة العربية السعودية، وحولته إلى مناطق عسكرية، وهجرت المزارعين، وقتلت الألغام الآلاف من أبناء تهامة، وتسببت بانخفاض عائدات المزارعين بنحو 42 في المائة.
وتعد منطقة تهامة على الساحل الغربي لليمن، ومحافظة الحديدة التي تشكل الجزء الأكبر منه، أهم سلة زراعية في البلد، تنتج ما يقارب ثلث المحصول الزراعي اليمني، إضافة إلى غنى سواحلها بالثروة السمكية، ويمثل سكانها 11 بالمئة من سكان اليمن، ما جعل عمليات زرع الألغام والتهجير الحوثي والقصف المتكرر للمدنيين تؤثر بشكل كبير لناحية زيادة نسبة الفقر والبطالة بين أهالي تهامة، بعددهم الكبير، وانعكاسه على المجمل العام للبلد، نتيجة فقدان الكثير منهم لأعمالهم في الزراعة والصيد السمكي، وترك بعضهم لمزارعهم، بجانب تقلص عائدات مزارع البعض الآخر، بسبب زيادة كلفة الزراعة، وتفاقم أخطار الألغام الحوثية على طرق، وداخل، المزارع نفسها.
ويهدد تراجع الإنتاج الزراعي، الذي يعتمد علية 70 % من السكان، سبل العيش لسكان المناطق الريفية، وبظهور مجاعة بين مزارعي الكفاف، ودرجة أشد عمقاً من انعدام الأمن الغذائي للنساء والأطفال في كل من المناطق الريفية والحضرية.