تقرير يوجز الاقتتال الداخلي بين الحوثيين العام 2019
واجهت مليشيا الحوثي على مدار الأشهر الماضية من العام الجاري معارضة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من داخل صفوفها أو من القبائل والجماعات المعارضة لحكمها، على حد سواء.
وولدت المعارضة المحلية ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم سلسلة من حوادث العنف وتصاعد الاقتتال الداخلي، وهو في أعلى مستوياته منذ استشهاد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في ديسمبر 2017.
وتشير الأحداث إلى الطبيعة شديدة التقلب وغير المستقرة لنظام حكم مليشيا الحوثي في جميع أنحاء شمال اليمن، وتؤكد عدم قدرتها على إدارة السياسة في أوقات الصراع المتصاعد.
ورغم معرفة المليشيا بالنفور المجتمعي منها، ووحدة مصالحها في الظروف الراهنة، الداعية إلى اصطفاف عناصرها في مواجهة الأخطار المحدقة بها، إلا أن طبيعة تركيبها القائم على التفرقة والتمايز بين تلك العناصر، على أساسات سلالية، أو جهوية، أو قبلية، يظهر ما تحاول قيادة المليشيا أن تخفيه من تفكك داخلي.
ووفقاً لمشروع النزاع المسلح وبيانات المشروع التابع للأمم المتحدة، شملت هذه الحلقات مقاومة قبائل حجور في حجة، الناجم عن الغزو الحوثي للأراضي القبلية في وقت سابق من هذا العام، إضافة إلى سلسلة من الاشتباكات في عمران التي توجت بمقتل زعيم عشائري اتهمه الحوثيون بالانشقاق في يوليو الفائت.
كما وقعت اشتباكات بين الفصائل في الدالي وتعز، لكن محافظة إب سجلت أعلى مستويات الاقتتال بين الفصائل الحوثية المتعارضة في شمال اليمن، مسجلة رقماً قياسياً منذ استشهاد الزعيم علي عبد الله صالح في عام 2017.
ابتداءً من سبتمبر إلى أكتوبر 2018، شهدت محافظة إب تصاعداً في أعمال العنف ضد المدنيين وفي الاشتباكات ، بدافع كبير من النزاعات على الأراضي التي تشمل مليشيا الحوثيين المرتبطة بالجماعات المحلية.
بدأ الاقتتال الداخلي في مارس 2019، عندما اشتبكت الفصائل الحوثية الموالية للسقاف مع الموالين لأبو علي العياني.
في نهاية المطاف، اندمج الصراع السياسي على المؤسسة الأمنية مع الخصومات القبلية الموجودة سابقاً، وتسبب في معارك عنيفة، في يونيو 2019، اشتبكت قبيلة بابكر، المدعومة من السقاف، مع قبيلة سفيان، مما أدى إلى مقتل وكيل محافظ إب إسماعيل عبد القادر سفيان في شوارع مدينة إب.
اشتملت هذه الاشتباكات على وحدات من قوات الأمن الموالية للقادة العسكريين المعارضين، وأظهرت مدى الرفض المجتمعي للمليشيا السلالية العميلة لإيران.
كان عبد القادر سفيان من أوائل الموالين للحوثيين، فقد كان ممثلا للحوثي في إب منذ عام 2011، وشارك في الاستيلاء على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وشارك لاحقاً في القتال بالساحل الغربي وفي المناطق الوسطى، وكان رد فعل الحوثيين بإخراج السقاف من إدارة الأمن واستبداله بالموالي محمد الحمزي.
بعد استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017، سارع الحوثيون بالسيطرة على مؤسسات الدولة، واستبدلوا المؤيدين المحليين. وقد أدى ذلك إلى تداخل متزايد بين المواقف الرسمية للدولة والأدوار السياسية داخل حركة الحوثيين، مما أدى إلى رد فعل النخب المحلية والجماعات القبلية التي ازداد تهميشها من قبل الحوثيين المستبدين.
في وسط وشمال اليمن، أدت المعارضة المحلية لهيمنة مليشيا الحوثي الانقلابية إلى حوادث عنف متعددة شملت جماعات محلية وحلفاء سابقين للحوثيين، ويؤكد مراقبون أن إبقاء جبهة مليشيا الحوثي الانقلابية الداخلية موحدة أكبر تحد لحكم المليشيا في المستقبل.