بينما ينهض سكان مدينة حيس كل صباح على سماع قصة موت جديدة تسببت بها مليشيا الحوثي بقصف أو قنص، ينتظر الشاب العشريني "محمد" أبناءه الصغار ليشرحوا له تفاصيل ما حدث كونه طريح فراش منذ أشهر لا يستطيع أن يحرك سوى رأسه ويديه.

 

في غرفة قليلا ما يدخل إليها الضوء، وعلى كرسي موضوع في طرفها يرقد محمد أحمد منذ حوالي أربعة أشهر امام مروحة صغيرة يستعين بها ول يومه -قدر ما أمكن- على حرارة الصيف اللاهب. هنالك كان لفريق "وكالة ٢ديسمبر" موعد لقاء به لم يعلم به هو إلا وقت وصولنا.

 

محمد القادم لزيارة عائلته من السعودية، تسلق جدار منزله ذات يوم لضبط ستلايت التلفاز، لكن حظه كان مميتا وهو يجد نفسه ملقيا على السطح تُضرج دماؤه المكان، بعد وقت وجيز من وقوع ظن أن القناص الحوثي كان قد اختاره فريسة يومه ذاك لكن قذيفة حوثية سبقت القناص بشظية سكنت عموده الفقري.

 

صراخ سمعته الزوجة من الأعلى، صعدت، فوجدت زوجها ينتظر حتفه، فحملته إلى الأسفل.

 

استطاع الأطباء يومها إنقاذه من الموت ولم يستطع أحد أن ينقذه من الإعاقة، وعلى الرغم من إسعافه إلى الخارج إلا أنه عاد بالخيبة ولم يحقق أمله في العودة إلى حياته السابقة.

 

يتمنى أحمد، اليوم، متحدثا لفريق الوكالة وهو يكابد أنفاسه، أن ينهض من سريره ويداوي تلك التقرحات التي تأكل جسده منذ شهور، كما أنه يحتفظ بأمل بسيط يتمناه كل حين، وهو أن يأتي يومٌ يستطيع فيه معانقة أطفاله بعيدا عن كرسي الإعاقة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية