خلال خمس سنوات عجاف.. الحوثيون يعيدون إمامية ثالوث «الفقر والجهل والمرض»
مناسبتان، في تاريخين بينهما خمس أيام كأنها خمسة قرون، أرجعت اليمنيين لسنوات تمدد الإمامة، بظلامها وتجميدها الزمن، في معظم الأنحاء اليمنية خلال عهد المتوكل على الله "إسماعيل" لالتهام اليمن وخيرات أهلها، إلى أن لمع فجر اليمنيين في 26 سبتمبر 1962، إلا أن خفافيش الظلام أبت إلا أن تعمل في الظلام لتكشر عن أنيابها مدشنة ليل جديد في 21 سبتمبر ،2014 نجحت بعده في سنوات أربع عجاف في تسميم حياة اليمنيين بثالوثها، القديم الجديد، الجهل والفقر والمرض.
عاودت مليشيا الحوثي السلالية منذ انقلابها على الدولة والنظام الجمهوري، في 21 ديسمبر 2014، إنتاج ثالوث الجهل والفقر والمرض لتأسيس مداميك النظام السلالي الإمامي في اليمن، الذي ظل جاثماً على صدور اليمنيين لعقود قبل ثورة 26 من سبتمبر1962.
وانتهجت المليشيا السلالية الطائفية، تكريس الجهل لإدراكها أن حكمها قائم على الخرافة، التي يشكل الجهل البيئة الخصبة لبقائها.
يقول أحد المعلمين لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن مليشيا الحوثي دمرت التعليم، من خلال إيقاف صرف رواتب المعلمين، وتغيير المناهج، وفرض رسوم وجبايات على الطلاب، وإيغالا منها في الانتقام من إنجازات 26 سبتمبر التعليمية والتربوية، أخضعت المعلمين للالتحاق بدورات ثقافية لتضليلهم وتحريف مفاهيمهم الوطنية.
وأكدت دراسة دولية أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حصلت "وكالة 2 ديسمبر" أن مليشيا الحوثي أغلقت أكثر من 2500 مدرسة، ما تسبب بتسرب ملايين الطلاب من التعليم، وحرمان نحو 3 ملايين طفل في سن الدراسة من الالتحاق بالمدارس.
اتخذت المليشيا من الجوع أداة لإخضاع الشعب وترويضه للالتحاق بها، إذ أوقفت رواتب الموظفين في القطاع العام، ومعاشات المتقاعدين، ومستحقات الضمان الاجتماعي، كما فقد 8 ملايين شخص مصادر رزقهم، ودفعت 10 ملايين شخص إلى مستويات الجوع الشديدة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات، وأصبح 3.2 مليون يمني يحتاجون للعلاج من سوء التغذية الحاد، منهم مليونا طفل دون سن الخامسة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من40% من الأسر فقدت مصدر دخلها الأساسي، وتجد مصاعب متزايدة في تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية، ويشير تحليل أوضاع الرفاه الدولي إلى زيادة معدل الفقر بين اليمنيين إلى 78%، النساء الأكثر تضرراً بينهم مقارنة بالرجال.
وفي الوقت نفسه، أوقفت مليشيا الحوثي رواتب الموظفين في القطاع الصحي وموازنات المراكز الطبية، ما تسبب بظهور أمراض الدفتيريا والحصبة وحمى الضنك، ونشوء أكبر تفشي للكوليرا في التاريخ الحديث، أودت بأرواح عشرات الآلاف من السكان.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، أودت الحرب والأوبئة وسوء التغذية في اليمن، بنحو 230 ألف امرأة وطفل ورجل لقوا مصرعهم نتيجة الصراع إما بأسباب مباشرة أو غير مباشرة.
وكشف تحليل أجرته مجموعة الصحة العاملة في إطار برامج الأمم المتحدة في اليمن أن أكثر من50 بالمائة من إجمالي الوفيات في اليمن بسبب انعدام الغذاء والخدمات الطبية.
بين سبتمبر 21، وسبتمبر 26 قصة شعب، عاوده الليل مجددا بثالوثه المخيف، بيد أنه يمتلك من قوة الضياء ما يستعيد به فجره السبتمبري المجيد.