مليشيات الحوثي تربط خذلان زعيمها بالإساءة إلى الذات الإلهية
لم تترك المليشيات باباً إلا وطرقته في محاولة يائسة لإيقاف حدة الانهيار الذي يعصف بجبهات المليشيات في شرق وغرب وشمال اليمن، واقتراب نهاية المشروع الحوثي الكهنوتي من خاتمته السيئة. وفي هذا الصدد وزعت مليشيات الحوثي الانقلابية مطويات على عناصرها في الساحل الغربي تحت عنوان جريمة الفرار من الزحف؛ احتوت على مضامين تكشف عن رعب المليشيات وارتباكها وتمسكها بأي قشة عسى تنجيها من إعصار الموت الذي يعصف بها من كل جانب.
وفي محاولة لزرع الثبات في نفوس مقاتليها ربطت مليشيات الحوثي بين قتال عناصرها لصالح زعيمها ومشروعه الإيراني باعتبار هذا القتال حرب الله ضد الأعداء، وأن الفرار من الجبهات يعد إساءة لله تعالى؛ في تجاوز يكشف همجية هذه المليشيات واستخدامها الدين لصالح مشروعها الخبيث.
وكشفت المطوية عن حالة الذعر والخوف التي تواجه عناصرها في الجبهات حيث خصصت المليشيات الحوثية مساحة كبيرة من محتوى المطوية لمحاولة معالجة هذا الخوف، وحثت عناصرها على عدم الخوف والرعب من الموت كونهم مشاريع موت للعبور إلى الحياة الخالدة بعد الموت.
ورغم إقرار المطوية بوجود قوة كبيرة في الطرف الآخر وسلاح حديث إلا أنها حددت للفرار ظروفاً معينة مثل إعادة التموضع وتجنب القذائف؛ لكن حتى هذه الشروط الموضوعية لترك الموقع والفرار إلى مكان آخر اعتبرتها جريمة إذا كانت تسمح باختراق للطرف الآخر؛ أي أن على المقاتل أن يموت في كل الأحوال لأنه يدافع عن الحوثي وجماعته كأولياء صالحين.
وحمّلت المليشيات الحوثية في مطويتها من يهرب من المعركة مسؤولية مقتل الآخرين في الجبهات الأخرى، وبالتالي يصبح قاتلاً ومشاركاً الطرف الآخر في إحداث الهزيمة بـ"المجاهدين" حسب وصف المطوية، وهو ما يعد حكماً باتاً من قبل المليشيات بتصفية كل من يهرب من عناصرها أو يسلم نفسه.
وتقول المطوية الحوثية في تجريمها للهروب من القتال مخاطبة عناصرها " فرارك من الزحف عند مواجهة العدو وملاقاته ذنب من أكبر الذنوب يسبب سخط الله سبحانه وتعالى ويسبب الدخول إلى جهنم ويسبب غضبا كبيرا من الله سبحانه وتعالى لأنه يترتب عليه أشياء سيئة جدا ". هذه المفردات تكشف الكم الكبير من تزييف الوعي والتوظيف للدين لصالح ادعاءات المليشيات الحوثية وكهنوتها الطاغي على كل تصرفاتها وخطابها السياسي والديني والثقافي.