لم تعد هناك دعوى من دعاوى الأخلاق التي يتشدق بها الحوثيون ليل نهار؛ إلا وسقطت سقوطاً مدويا.
 
 
مقطع الفيديو المتداول مؤخراً عن سحل الجماعة لأحد مقاتليها، هو الإثبات الأكثر بشاعة لذلك السقوط..
 
 
"الله أكبر.. هذا المنافق".. "الله أكبر.. هذا المنافق"، ويسحبون جثته ثم يهشمونها بأعقاب البنادق، وفي الخلفية تتعالى الصرخة البليدة والفارغة من أي معنى: "الموت لأمريكا.. النصر للإسلام"!
 
 
لم أنم بعد أن تورطت بمشاهدة الفيديو، ولا أظن يمنياً عاقلاً يمكنه النوم مع صورة إنسانٍ أولاً، ويمنيٍ في ربيع العمر يرتدي الكوت والثوب وقطعٍ أخرى من الثياب المتهالك (مثله مثل الغالبية العظمى من بسطاء أبناء هذا البلد)، وهو جثة هامدة تُجَرُّ بأيادي يمنيين مثله وبتوحشٍ  يتصدع له الدماغ.. والضمير أيضاً.
 
 
حين كتبت هنا قبل حوالي عامٍ ونصف العام، عن التصفيات التي ينفذها الحوثيون داخل صفوفهم، مستشهداً بقتلهم للمقاتل معهم "محمد عاطف" داخل المعتقل، ضرباً بالهراوات، وتصفيتهم لأحد قادتهم الميدانيين في الساحل الغربي (مفضل البنوري)؛ عاتبني بعض الأصدقاء الموالين للحوثيين وقالوا إنني استعجلت..
 
والآن من كان المستعجل بيننا؟؟!
 
لقد قلتُ حينها إن الجماعة في طريقها للتحول إلى غابة مظلمة يأكل بعضها بعضا..
 
وهذا ما نراه الآن بأم العين..
 
لا قانون ولا أخلاق ولا أعراف داخل هذه الجماعة.. وفيما مضى كان يكفي أن يشي بك خصمٌ ما لديها فتذهب بك الوشاية الكاذبة إلى غياهب السجن، أما الآن فوشاية حقيرة واحدة تكفي لقتلك وسحلك والتنكيل بجثمانك، وتصوير كل ذلك وتوثيقه في فيديو وتعميمه على وسائل التواصل!!!!
 
 
وستشهد الأيام القادمة المزيد من سلوكيات التوحش هذه.. وسيقولون دائما إنهم يفعلون ذلك فقط بحق "الخونة".. ولأنها جماعة من خارج التاريخ فإنها لا تعرف أنه حتى المتهمين بالخيانة ليسوا مباحي الدم والكرامة، ومن حقهم الخضوع لمحاكمة (عسكرية طالما هم مقاتلون وفي حالة حرب)..
 
لم يعد الأمر مجرد انفلات، انه الآن يبدو منهجيةً لدى الجماعة للحفاظ على تماسك صفها، وذلك بقتل وسحل وتدمير منزل من تشتبه بأنه خانها.
 
 
لذلك فإن على جميع المقاتلين معها، والعاملين لديها أن يتوقعوا سقوطهم تحت أعقاب هذه البنادق، وهذه المنهجية، في أية لحظة، وبأية وشاية.
 
كان الحوثيون يتباهون دائماً بأنهم لا يسحلون خصومهم، وقد شكرناهم يوما ما على حسن سيرتهم وسلوكهم في هذا المساق.. وحان الوقت الآن لنقول: 
الحوثيون لا يسحلون خصومهم بل يسحلون أنصارهم!
 
يالها من فضيلة.

أخبار من القسم