تنامت الصراعات البينية لمليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن - لتتفجر على نحو دامٍ من تصفيات جسدية حصدت رؤوس المئات خلال بضعة أشهر.

 

وعلى نحو هستيري غير مسبوق تخوض المليشيا الكهنوتية حملة تصفية بينية بتداعيات الخلافات الداخلية المتصاعدة بين أجنحة المليشيا وسط تكتم شديد يحيط هذه الأحداث الدموية.

 

 منذ بداية العام الجاري نشطت التصفيات البينية والإخفاء القسري بين أجنحة المليشيا الحوثية، وطالت قيادات ومشرفين، ومسؤولين إداريين في مختلف المناطق التي تسيطر عليها جماعة الارهاب، واتخذت فيها أجنحة المليشيا طرقا مختلفة للتصفيات الجسدية دون ترك دليل ، غير أن ظهور حالات اقتتال ومقاومة من قبل البعض قبل تصفيتهم أفصحت عن أن عمليات الاغتيال تدار بشكل رئيس من قبل قيادة الصف الأول في مليشيا الحوثي.

 

ووفقا لمصادر واسعة المتابعة والاطلاع فإن حملات التصفية الممنهجة، يقودها الجهاز الأمني السري للمليشيا المسمى ب" جهاز الأمن الوقائي"، ويستخدم أساليب الاغتيال، التصفية من الخلف بالجبهات، اختلاق الحوادث المرورية، وترتيب تهم (إقلاق السكينة- مقاومة القوات الأمنية)، والحوادث الجنائية المجهولة، لتبرير عمليات القتل المنظمة.

 

وتحدثت تقارير عن تصفية المليشيا الحوثية لأكثر من ٧٥ من القيادات والمشرفين والضباط العاملين معها خلال فترة الشهر الماضي.

 

وذكرت التقارير ذاتها أن أغلب حوادث الاغتيال سجلت في صنعاء وعمران، تليها محافظات اب وذمار والحديدة وحجة، حيث تنظم عمليات الاغتيال عادة وفق قواعد اختيارية تستهدف الموالين للمليشيا ممن ليس لهم بها ارتباط عرقي وثيق.

 

وكانت " وكالة ٢ديسمبر" سجلت أمس الماضي أحدث عملية اغتيال نفذتها المليشيا في الحديدة، والتي طالت القيادي الحوثي  نجيب المؤيد الكنى بالرازحي،  مع أربعة من مرافقيه، عقب انتهائه من الإشراف على توزيع ونشر تعزيزات جديدة في خطوط التماس داخل مدينة الحديدة، وهي ثاني أبرز عملية تصفية منذ مطلع أبريل الماضي حينما  أعدمت المليشيا  31 من عناصرها كانوا يعتزمون تسليم أنفسهم بعد محاصرتهم في مركز مديرية الدريهمي بالحديدة.

 

وفي اليوم التالي من قتل مليشيا الإرهاب عناصرها في الدريهمي، أخفى الحوثيون قياديا مواليا لهم عينته سابقا مديرا لمديرية عبس بمحافظة حجة يدعى "مالك ثواب" إلى جهة مجهولة،  ثم أعلنت المليشيا مقتله بعد ثلاثة أيام من إخفائه، وزعمت أنه قتل بنيران القوات الحكومية.

 

وكان الشيخ القبلي أحمد سالم السكني، شيخ منطقة سكن وعضو المجلس المحلي بمديرية ريدة في محافظة عمران، قتل في الأول من ابريل الماضي على يد المشرف الأمني للحوثيين في منطقة صرف شرق صنعاء المدعو أبو ناجي المأربي، إثر خلاف متبادل حول النفوذ في المنطقة، لتلجأ المليشيا إلى تسجيل القضية في ورقة جنائية لتمويه الرأي العام.

 

وعلى إثر خلاف صدامي شب بين مشرف المليشيات الحوثية في مديرية الحشا شمال غرب الضالع المدعو أبو عماد والقيادي الحوثي زيد جزيلان البرطي بسبب الخلاف على النفوذ ونهب أملاك المواطنين، أقدم الأول على ترتيب عملية اغتيال تمكن خلالها التخلص من البرطي في السادس والعشرين من مايو الفائت.

 

وكان لقادة المليشيا الحوثية في محافظة إب نصيب من خطة التصفية، إذ افتعلت المليشيا مواجهات مسلحة في الثالث والعشرين من يونيو الماضي لقتل المدعو سفيان عبد القادر الذي عينه الحوثيون سابقا وكيلا للمحافظة، وقد أوكلت مهمة التخلص منه للمدعو رشيد السقاف عبر أحداث فوضى أمنية اندلعت على إثرها اشتباكات، كانت المظلة لعملية الاغتيال هذه..

 

ويعد الشهر الجاري (يوليو) بمثابة ربيع التصفيات، حيث توسعت فيه دائرة الاغتيالات والتصفية، خاصة منذ تاريخ الخامس عشر فيه، والذي تمت فيه تصفية الشيخ القبلي محمد المطري" أبو سراج"، وهو أحد مشايخ بني مطر، وسهل للمليشيا الدخول إلى مديريته سابقا، وقتل على يد قيادي حوثي يدعى أبو الزهراء المنحدر من محافظة صعدة.

 

وخلال ثلاثة أيام شهدت محافظة عمران عمليتي تصفية، الأولى طالت الشيخ القبلي، سلطان الوروري "أبو مزاحم" المنحدر من قبيلة حاشد بمحافظة عمران، والذي عرف بأنه "مهندس سقوط عمران بأيدي المليشيا" حيث استدرج من قبل مشرف حوثي إلى منطقة نائية تحت ذريعة "الذهاب لحل قضية خلاف" وتمت تصفيته ورمي جثته في منطقة ترابية معزولة.

 

وانتهت مساء أمس السبت مواجهات مسلحة شبت بين مجاميع حوثية والقيادي المقرب من أبو علي الحاكم مجاهد قايد قشيرة، بعد أن قررت المليشيا تصفية الأخير مع عدد من أعونه،  واستخدمت المليشيا ذريعة "إقلاق السكينة العامة" للتخلص من قشيرة الذي قتل في منزله بـ(ريدة- خارف) بمحافظة عمران وتم التمثيل بجثته ومن معه لكونه قاوم ومن معه الهجوم وقتل قياديا أمنيا حوثيا و6 آخرين من الفريق الأخر، وأعلن في نهاية اليوم الدامي عن عملية نالت من" قطاع طرق".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية