"حصن المصنعة التاريخي" بالمحويت بات معتقلا حوثيا لتعذيب واخفاء المعارضين
رغم إحالة مليشيا الكهنوت الحوثي الإرهابية اليمن إلى "سجن كبير " آوت إليه ملايين اليمنيين وقيدت حريتهم بأصفاد القمع، وأحاطت الجميع بالفقر المدقع، إلا أنها لم تقتنع بهذا المستوى من الإجرام لتلجأ إلى ممارسة أسوأ حالات الظلم والاضطهاد بحق كل من يعارضونها، أو تشكك بأنهم لا يوالونها بالموقف متخذة أساليب متطورة في التعامل مع المختطفين.
وبات معرفة هوس المليشيا الحوثية بالاعتقالات أمرا بديهيا يعلمه الجميع، غير أن تحويلها المواقع التاريخية إلى سجون ومعتقلات لتصفيد المعارضين مؤشر غير معتاد يكشف عن نية مبيتة تستدعي المليشيا واقعها من عهد حكم الكهنوت الامامي قبل ثورة سبتمبر 1962 ، حينما كان المعارضون يسجنون في قلاع وحصون لإخضاعهم لصنوف من التعذيب والتأثير عليهم نفسيا.
ونقلا عن مصدرين متطابقين في محافظة المحويت شمالي اليمن، فإن مليشيا الحوثي الإرهابية انتهت من بناء قضبان حديدية محكمة في بعض مرافق " حصن المصنعة" التاريخي، بمدينة المحويت، وباشرت نقل سجناء إليه، بعد أن كانت قد حولت سابقا أجزاء أخرى من الحصن إلى معتقل سري.
وقال أحد المصادر مشترطا التستر عن اسمه لـ"وكالة 2 ديسمبر"، إن ثمانية عشر مختطفا من أبناء المحافظة تم نقلهم على متن ثلاثة أطقم عسكرية رفقة حراسة مشددة إلى الحصن الأسبوع الماضي. مشيرا إلى نشر المليشيا عددا من مسلحيها لحراسة المكان.
ورفض مصدران آخران الحديث إلى محرر الوكالة عبر اتصالات هاتفية أجريت عصر اليوم للتحقق من معلومة تخوفا من رصد مليشيا الحوثي المكالمات والوصول إليهم، إلا أنهم لم ينفوا الخبر ما يؤكد صحة المعلومات التي تلقيناها عن مصدرين تطابقت شهاداتهما.
ووفقا للمصدرين فإن المعتقلين الذين نقلوا إلى الحصن تحاول المليشيا الحوثية انتزاع اعترافات منهم بالقوة، مشيرين إلى أن المعتقلين هم معلمون وناشطون وتربويون اعتقلتهم المليشيا في فترات متفاوتة بعضهم منذ ثلاثة أعوام ونصف العام.
وفي معرض الحديث مع مصدر منهما، سألناه هل ثمة معتقلين بين المنقولين جرى اعتقالهم خلال السبعة الأشهر الماضية؟ .. أكد أن الغالبية منهم اعتقلوا في الفترة المذكورة، وهو ما يؤكد تنصل المليشيا الحوثية عن اتفاق ستوكهولم بشأن ملف المعتقلين، ومواصلتها حملة الاعتقال على نحو واسع.
وكانت مليشيا الإرهاب الحوثية قد اعتقلت منذ بداية العام الجاري (يناير) حتى مارس الماضي 120 مواطنا في المحويت وزعتهم على سجون (الأمن المركزي، حصن المصنعة، سجن سري في مدينة شبام) وأخضعتهم للتعذيب النفسي والجسدي.
وتشير تقارير نشرت في بداية الربع الأول من العام الحالي إلى وجود ٥٥ سجينا يعتقلون في حصن المصنعة، بينهم سجناء جلبوا من صنعاء وحجة، عوضا عن 35سجينا آخرين تعتقلهم المليشيا الحوثية المدعومة من إيران في سجنها السري بشبام كوكبان، بينما يتم اعتقال أبرياء بالمئات في السجن المركزي.