اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلعب على الحبلين الروسي والغربي بما في ذلك أوروبا والولايات كحليفيين تاريخيين، غير أنها أكدت أن "تلك اللعبة لن تدم طويلاً وسيخرج منها خاسرا".

 

وقالت الصحيفة إنه "على الرغم من اختلاف الأجندات التركية والروسية في سوريا، إلا أن أنقرة بدأت تهدئة الأجواء مع الدب الروسي في صيف 2016.

 

وتحت عنوان "تركيا تواجه خيار جيوستراتيجي"، أشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يلعب على الجانبين بين الغرب باعتباره عضو في الناتو من جهة، وبإبرام صفقة "إس 400" لتهديد الغرب من جهة أخرى.

 

وحذرت من أن تلك اللعبة لن تدم طويلاً ومحفوفة بالمخاطر لأردوغان خاصة بعد العقوبات الأمريكية وانتقادات أوروبا لانتهاك حقوق الإنسان وحملات التطهير للأكراد والاعتقالات.

 

وأوضحت الصحيفة أن دفء العلاقات بين موسكو وأنقرة عززه تسلم نظام الصواريخ "إس 40"، ما جعل أردوغان يطلق تحدياً جديداً غير مسبوق مع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" والولايات المتحدة.

 

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه بعد ثلاثة سنوات تحديداً من محاولة الانقلاب في تركيا، أعلنت روسيا بدء تسلم نظام الصواريخ "اس 400" إلى أنقرة، في ظل انتقادات الغرب لحملات القمع التي يشنها أردوغان ضد المعارضة واعتقال أكثر من 50 ألف شخص وطرد نحو 150 ألف من وظائفهم.

 

ونوهت "لوموند" إلى أن العقوبات الأمريكية المرتقبة على تركيا بعد تسلم صفقة "إس 400" ستكون الضربة القاضية للاقتصاد التركي للأبد.

 

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا عام 2002، فإن أنقرة مترددة في الالتزام بقرارات الحلف، مدللة على ذلك موقفها في إرسال قوات إلى أفغانستان وغموض الموقف التركي حيال مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

 

تلك المواقف دفعت شركاءها في الحلف إلى القلق من مدى استمرارية تركيا في التحالف، وعززت تلك المخاوف شراء منظومة الصواريخ "إس 400".

 

وأوضحت الصحيفة أن خطورة تلك المنظومة تكمن في تعقيد العمليات العسكرية للحلف، حيث تثير انتشارها مسألة مدى توافقها مع باقي المعدات لجيوش حلف شمال الأطلسي".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية