التصعيد في المشهد الإيراني بالمنطقة بدأ يأخذ فصولا تعكس مدى «اليأس» الذي وصل له نظام الملالي، أمام الرغبة الصارمة لنظام الرئيس الأمريكي ترامب في ردع طهران وممارساتها الهادفة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وأجندتها التوسعية التي تتخذ من دعمها للميليشيات الإرهابية في كل من العراق واليمن ولبنان وسوريا وسيلة لتحقيقها.

 

إيران تراهن على أن الولايات المتحدة لن تستعجل في قرار الدخول بمواجهة عسكرية، عطفا على أن هذا الأمر غير مرحب به بالإجماع في أروقة الكونجرس، ناهيك عن دعوات الدول الأوروبية بضبط النفس. ولكن هذا الأمر ليس بالضرورة أن يكون دقيقا، فالأمن القومي الأمريكي وأمن الحلفاء والمصالح أمر لا مساومة عليه في الإدارة الأمريكية بكافة أقطابها، ناهيك عن الخطأ الكبير والتصرف غير المدروس من قبل نظام طهران بإسقاط طائرة بدون طيار تابعة للقوات الأمريكية فوق مياه مضيق هرمز، الأمر الذي اعتبره الجيش الأمريكي غير مبرر، وأن إدعاءات إيران بأن الطائرة استُهدفت في الأجواء الإيرانية إدعاءات كاذبة.

 

هذا التصعيد الأخير قد بعثر كافة الأوراق في هذا الملف الحساس، ويبدو أن تغريدة الرئيس الأمريكي بأن إيران قد ارتكبت خطأ كبيرا، والقرار الذي تلاها بتوجيه ضربة عسكرية تم التريث عنه في اللحظات الأخيرة للاعتبارات الإنسانية، دلالات على أن فرص إيران بدأت تتقلص، ولن يكون لديها الكثير من الخيارات أمام العقوبات الأمريكية. عضو جمهوري بمجلس الشيوخ لندسي غراهم علق على الأحداث بأن إيران يجب أن تستعد لتحمل ألم جسيم داخل بلادهم، فقدراتهم محدودة بالمقارنة بالقدرات الأمريكية، ولن نسمح لهم بتهديد الملاحة في مضيق هرمز وأمن الحلفاء دون أن يدفعوا الثمن، فهي تعتبر مسألة حاسمة بالنسبة للرئيس ترامب الذي يعلم أن إيران تريد اختبار ردة فعله، وهل ستكون كما فعل أوباما مع الأسد والأسلحة الكيماوية، وبالنهاية إيران هي من سيتحمل مسؤولية ما سيحدث، بينما نوه عضو مجلس النواب الديموقراطي آدم شيف بأن الأمر يهدد أمن الكثير من الدول، ويجب أن يكون هناك ردة فعل دولية، فلا يمكن لأمريكا أن تسمح لإيران أن تبعدها عن حلفائها.

 

فيما أكد عضو مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي أن الكونجرس مستعد لدعم الجنود الأمريكيين والحلفاء ضد إيران، هذه المواقف المتوافقة ضد إيران من قبل المسؤولين الجمهوريين والديموقراطيين وتأكيد الرئيس ترامب بأن الولايات المتحدة ستكون في موضع قوة في حال اندلعت حرب مع إيران، وأن النزاع «لن يطول كثيرا» تؤكد أن رهانات إيران خاسرة، ولم تترك أي خيار ليس فقط لأمريكا بل للعالم في مواجهتها بصورة حاسمة.

 

* نقلا عن صحيفة اليوم السعودية

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية