لا يمر يوم في محافظة الحديدة دون ارتكاب مليشيات الحوثي جريمة داخل سجونها ومعتقلاتها حيث لا يدخر جلاوزتها جهداً في انتهاك كرامة وآدمية الأسرى والمختطفين مستخدمين أعتى أساليب البطش والتنكيل.

 

وكم عاشت أسر من سكان الساحل الغربي ألم استشهاد أبنائهم الأسرى تحت التعذيب على يد مليشيات الإجرام الحوثية، التي لا تتوانى عن التخلص من جثامينهم الطاهرة ثم التبرؤ من فعلتهم الشنيعة بذرائع أشد قبحا من الجريمة ذاتها.

 

الشهيد أحمد إسماعيل جيلان أحد أبناء مدينة الدريهمي مثال للمواطن اليمني الصالح المحب لوطنه كان في السابق مغترباً في المملكة العربية السعودية وعاد الى مدينته ليشاهد ما تقوم المليشيات ببلاده فما كان منه إلا أن يترك الغربة ويدافع عن بلاده.

 

وقع جيلان في أسر المليشيات الحوثية في الثامن من ديسمبر عام 2018م أي قبل الهدنة التي أبرمتها الأمم المتحدة في ستوكهولم بعشرة أيام، وهو مع أبناء مدينته يحاولون تطهير منازلهم ومدينتهم من عناصر المليشيات.

 

باشرت مليشيات الإجرام الحوثية في تعذيب الأسير أحمد جيلان منذ أول يوم، مستخدمة طرقا وأساليب إجرامية يندى لها جبين البشرية، بل وصل الأمر بها إلى إخراجه إلى قرب متارس زملائه والقيام بتعذيبه، وكان زملاؤه يسمعون صوته يشاركوه ألم صوت أحد رفاقهم يتألم دون أن يقدروا على تقديم أي مساعدة له كونهم ملتزمون بالهدنة.

 

وبعد ستة أشهر أرسلت ماتسمى لجنة  شؤن الأسرى التابعة لمليشيات الحوثي بلاغا لرئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في اليمن للتدخل لإخراج الأسير جيلان بذريعة أنه كان مصابا عند أسره وفي حالة صحية سيئة، ثم لم تمض سوى أيام حتى تم إعلان وفاة الأسير أحمد جيلان من قبل عناصر مليشيات الحوثي التي قامت بتعذيبه حتى الموت .

 

فارق الشهيد أحمد جيلان الحياة وفاضت روحه إلى بارئها بعد نصف عام من التعذيب المتواصل ليلا ونهارا ذاق خلالها مرارات التعذيب وصنوف التنكيل في معتقل المليشيات الحوثية.. في ظل إصرار هذه المليشيات التي ابتلي اليمنيون بها على التهرب من عمليات تبادل الأسرى محاولة عقد صفقات منفردة غير مبالية بحياتهم.

 

أسرة الأسير جيلان مازالت حتى الآن غير مصدقة ما حصل لابنها ومازالت صغيرته أطياف ابنة الأربعة أعوام تنتظر عودته، وما زال والده الذي لم يعد يستطيع السير متمسكاً بأمل زائف بأن ابنه على قيد الحياة ويطالب بأن يراه، وأمه المكلومة التي لا تفارق الدمعة عينيها.

 

حتى اليوم لم تصدر الأمم المتحدة والصليب الأحمر وجميع المنظمات الدولية أي بيان يستنكر هذه الجريمة الكبرى، طبقا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرِّم قت الأسير، بل يوجب معاملته كما أوصى الرسول الكريم في الشريعة الإسلامية السمحاء، لكن تلك المليشيات التي تدعي زورا وبهتانا تمسكها بكلام الله لا تعرف الرحمة ولا تعرف كيف يعامل الأسير .

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية