حجور اليمنية.. تقرير لمنظمة دولية يكشف جرائم حرب ارتكبها الحوثيون بعيداً عن أنظار العالم
كشفت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي عن جرائم وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان ارتكبتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في منطقة حجور، بمحافظة حجة، شمالي غرب اليمن، خلال الشهور الماضية، من العام الجاري، والتي ترقى بعضها إلى مستوى جرائم حرب، قالت إنها "تدور هناك بعيدا عن أنظار العالم".
وذكرت المنظمة في تقرير لها صدر اليوم، 1 يونيو/ حزيران 2019 -حصلت وكالة 2 ديسمبر على نسخة منه - تحت عنوان (حجور: وحشية الانتهاكات) أن مسلحي جماعة الحوثي ارتكبوا مئات الانتهاكات الفظيعة ضد أبناء قبائل حجور، خلال الربع الأول من العام الجاري، بينها حالات إعدامات وقتل بدم بارد واعتقالات وتعذيب وتفجير منازل ومصادرة ممتلكات خاصة وحصار مميت.
ورصد تقرير منظمة رايتس رادار، التي تتخذ من هولندا مقراً لها، 20560 انتهاكاً ارتكبها الحوثيون بحق أبناء قبائل حجور بمحافظة حجة، تنوعت بين القتل والاعتداءات الجسدية والاختطافات والإخفاء القسري والتهجير، إضافة إلى تدمير المنازل وقصفها ونهب المنشآت، تم توثيق الكثير من حالات الانتهاكات بشهادات حية ميدانية من ضحايا الانتهاكات وكذلك من شهود عيان.
ويشتمل التقرير، الذي يتألف من 33 صفحة، على تفاصيل العديد من حالات الانتهاكات الجسيمة وعمليات القتل الوحشي والاعتقالات التعسفية وحالات التعذيب الفضيعة التي وصلت بعضها حد الوفاة تحت التعذيب، والحرمان من الحق في الحياة وإجبار السكان على مغادرة قراهم وتهجيرهم قسرا، بالإضافة إلى الانتهاكات التي طالت النساء والأطفال وأرباب الأسر وقطاعات التعليم والصحة والزراعة والاقتصاد.
ويعد هذا التقرير هو الأول من نوعه الذي تصدره منظمة حقوقية عن منطقة حجور، والذي يكشف بعضا لما حدث من انتهاكات فظيعة في تلك المنطقة والتي لا تزال مغلقة أمام وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية من قبل مسلحي جماعة الحوثي، المسيطرة عسكرياً عليها منذ نهاية آذار/مارس 2019، بما في ذلك عدم السماح بممارسة أنشطة المنظمات الإغاثية التابعة أو الشريكة مع الأمم المتحدة.
وطالبت المنظمة، مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالعمل الجاد والدؤوب لرصد وتوثيق الانتهاكات التي لحقت بأبناء قبائل حجور، حتى لا تضيع حقوقهم هدرا والعمل على عدم إفلات الجناة من العقاب.
ودعت فريق الخبراء التابع للجنة الجزاءات بمجلس الأمن وكذا مجموعة الخبراء التابعة لمجلس حقوق الإنسان إلى إيلاء هذه الانتهاكات اهتماما خاصة، وبالذات ما نتج عنها من مآسٍ إنسانية، وذلك من أجل تعويض الضحايا وحتى يتم وضع حد لتكرار مثل هذه الانتهاكات، في هذا البلد المنهك بالاقتتال والنزاع المسلح منذ نهاية العام 2014.
كما طالبت المنظمة الأمم المتحدة وممثلها الخاص إلى اليمن القيام بواجبها القانوني والإنساني والأخلاقي تجاه أبناء منطقة حجور، لحمايتهم ورد مظالمهم وجبر الضرر الذي طالهم ومحاسبة مسلحي جماعة الحوثي على ما ارتكبوه من انتهاكات جسيمة في حق أبناء منطقة حجور.