لم يجد أهالي منطقة "القوز" بجبهة "الأشروح" غربي محافظة تعز منازلهم كما تركوها قبل سبعة أشهر عندما سيطرت عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية. كل ما وجدوه هو تخريب وسلب وعبث طال جميع المنازل والممتلكات، من قبل عناصر الحوثي التي فرت منها قبل عدة أيام بعد سقوط خطوط الإمداد الرئيسة عنها بيد ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة الوطنية.

 

فمع إحكام العمالقة والمقاومة الوطنية السيطرة على كامل مديريتي "موزع"، و"الوازعية" غربي تعز، سقطت خطوط الإمداد الرئيسة للمليشيات الحوثية إلى جبهتي "الأشروح" والكدحة، بيد العمالقة والمقاومة، وبدأت الجبهتان تتهاويان، إذ سلم أكثر من 20حوثيًا أنفسهم لقوات الجيش، وانسحبت العناصر الحوثية من منطقة القوز الواقعة عند الأطراف الغربية لجبهة الأشروح دون قتال، تاركة وراءها ذكريات سيئة توثق للتاريخ بشاعة تصرفاتها وممارساتها. ذكريات توزعت بين عمليات نهب وتخريب وتدمير، وزراعة حقول ألغام وعبوات ناسفة بشكل كثيف في جميع أنحاء المنطقة بما فيه محيط المنازل.
 


نهب وتدمير 
 

مع فرار عناصر ميليشيات الحوثي، عادت 36 أسرة لتفقد ممتلكاتها ومنازلها التي هُجرت منها قبل سبعة أشهر، فوجدت كل شيء قد تغير، إذ تعرضت جميع المنازل لعمليات نهب وتخريب ممنهج، ولم يسلم شيء من يد العناصر الحوثية.
 

ومن بين المنهوبات أشياء ثمينة كالمجوهرات والجنابي ووثائق ملكية أراضي، إضافة إلى نهب أثاث المنازل كألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وشاشات وأسطوانات غاز، ومفروشات.
 

وأفاد عبدالعليم محمد أحد سكان المنطقة، بتعرض المنازل لعملية نهب واسعة من قبل العناصر الحوثية قبل فرارها، مضيفًا أن السكان فقدوا أشياء ثمينة كانت متروكة في المنازل نتيجة مغادرتهم المفاجئة للمنطقة عندما سيطرت عليها ميليشيا الحوثي، وعدم قدرتهم على أخذها، لأن الوقت لم يسعفهم.
 

وإلى جانب ذلك، تعرضت المنازل أيضا بحسب عبد العليم لعملية تخريب واسعة، موضحًا أن العناصر الحوثية قامت بنزع الأبواب والشبابيك المنزلية وتدمير شبكة المياه وخزاناتها على أسطح المنازل، وأحرقت المولدات الكهربائية.
 

وقال ساردًا ممارسات الحوثي، جميع خزانات المنازل أتلفت، وكل شيء تغير في المنطقة، متابعًا، حتى خلايا النحل لم تسلم من عناصر المليشيات الانقلابية.
عبوات ناسفة في محيط المنازل

أكثر مما سبق، امتدت ممارسات وإرهاب ميليشيات الحوثي إلى زرع شبكات عبوات ناسفة في محيط المنازل فضلًا عن زراعة عشرات الألغام في المنطقة قبل فرارها الأسبوع الماضي.

 

قال أحد السكان، وجدنا أكثر من 17 عبوة ناسفة زرعها الحوثيون في محيط المنازل، مضيفًا "المواطنون تمكنوا من تفكيكها أثناء دخولهم للمنطقة"، فضلًا عن نزع عشرات الألغام التي كانت مزروعة في المنطقة، مضيفًا أن منازل تعرضت لتدمير وإحراق أثاثها من قبل الحوثيين قبل هروبهم وفرارهم.
 

وحسب المواطن، لازالت عشرات الألغام مزروعة ولم يتمكن المواطنون من اكتشافها نظرًا لعدم امتلاكهم أجهزة تحديد ونزع الألغام، متابعًا أن الألغام التي تم انتزاعها كانت مكشوفه للسكان، لافتًا إلى خذلان اللواء 17مشاه الذي تقع جبهة "الأشروح" في نطاق عملياته، وعدم قيامه بمهمته في مساعدة السكان بالعودة إلى منازلهم وتفكيك شبكات الألغام التي زرعها الحوثيون، مؤكدًا عدم استطاعة السكان العودة للمنازل للسكن رغم خلوها من الحوثيين خشيتهم من الألغام التي سبق وأن حصدت أرواح أبرياء في المنطقة قبل أشهر.
 

 

خذلان يدفع الأهالي للمناشدة
 

ودفع تخلي اللواء 17 مشاه عن مهمته، الأهالي إلى إطلاق مناشدة وجهت إلى قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، ومحافظ تعز الدكتور أمين محمود، والمجلس المحلي بالمديرية لمساعدتهم في العوة إلى ديارهم بعد انسحاب المليشيات منها.
 

وجاء في المناشدة، إن قرية القوز أصبحت خالية من المليشيات الحوثية لكن أهلها المهجرين منها منذ سبعة أشهر لا يستطيعون العودة إليها بسبب الألغام التي زرعت فيها من قبل المليشيات، داعية إلى إنزال فريق هندسي لنزع الألغام من القرية والسماح لأهلها بالعودة إلى بيوتهم.
 

وبحسب المناشدة، عانى السكان مرارة العيش وذاقوا ويلات الحياة عندما تقطعت بهم السبل وهم خارج منازلهم وبيوتهم التي هُجروا منها، وعاشوا ظروفاً مأساوية وصعبة، إلا أنهم اليوم يرون أملاً في العودة إلى بيوتهم مجدداً وممارسة حياتهم من جديد في قريتهم، معبرة عن أملها بتعاون الجهات المسؤولة معهم وتطهير القرية من الألغام، مؤكدة كذلك، تعاون الأهالي مع الجهود الرامية لإعادتهم إلى منازلهم.
 

وبكل ما سبق، تنضم منطقة القوز إلى المناطق التي حُررت من ميليشيات الحوثي، ووثقت ممارسات وبشاعة ميليشيا الانقلاب للتأريخ، حتى تظل شاهدة أمام الأجيال القادمة على بشاعة وإرهاب ونهب جماعه الحوثي، الذي امتد إلى غالبية مناطق البلاد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية