«غريفيث» يقطع آخر خيوط الثقة باليمنيين بتواطؤه مع ذراع إيران الحوثيين
تخلقت الوعود الأممية الصاخبة مؤخراً بعد انتظار زمني طويل بين الوعد والوعد الآخر رافقها نوعٌ من التباطؤ في فرض الحلول أثار الكثير من الشكوك في وقتها؛ لكن مسوغات الحل التي أعلنها غريفيث فجأة ودون سابق إنذار جاءت في مولود مشوه بلا ملامح تبين هيئته الخلقية، الأمر الذي انتاب اليمنيين بشعورهم ودفعهم مسئولين ومواطنين إلى شجب التصرفات الأممية والمطالبة باتخاذ موقف صارم يوقف التهاون عند حده.
خيط الثقة الوهن الذي كان ما يزال قائما بين اليمنيين والمبعوث الأممي اهترأ مؤخراً وتمزق، شعر الجميع أن ثمة لعبة تحاك من خلف الكواليس ترجمت بالإعلان الأممي عن "بداء إعادة الانتشار من طرف واحد" وهي تقصد مليشيا الحوثي، ثم إعلان جاء عقب 24ساعة ادعت فيه الأمم المتحدة أن عملية إعادة الانتشار "سارت وفق الخطة الموضوعة".
الواقع الميداني في الحديدة الذي ينقله مطلعون وشهود عيان، ومصادر متعاملة مع ‘‘وكالة 2ديسمبر‘‘وهي موثوقة بالعادة تنقل صورة مناقضة للتصريحات المنبثقة من ألسن مسئولين أممين لا يستثنى منهم غريفيث، فبينما يأتي النبأ الأممي بتحقيق تقدم في عملية الانتشار تكشف المصادر أن الأمور ما تزال كما هي.
محررو الوكالة رصدوا موجة من الغضب الشعبي وقبلها صورة للمسئول الحوثي على ملف الحديدة "أبو علي الكحلاني" وهو يقف إلى جوار محمد عياش قحيم أحد مسئولي المليشيات وبجوارهما موظفون أمميون على أنهم يطلعون على عملية إعادة الانتشار، الأمر الذي أثار موجة من السخط والسخرية بالذات مع استحضار النشطاء صورة سابقة للكحلاني وهو يرتدي الزي العسكري في مسرحية تسليم ميناء الحديدة السابقة.
وسائل إعلام دولية وإقليمية كانت أيضاً قد نقلت بُعيد ساعات من إعلان المليشيا البدء بالانتشار، أن العناصر الحوثية التي غادرت الموانئ وحلت بدلها عناصر أخرى ترتدي زي خفر السواحل عادت ثانيةً إلى داخل الموانئ ولزمت مواقعها السابقة؛ يتفق هذا مع ما تحدث به أحد الموظفون في ميناء الصليف عن أنه لم يحدث شيء أكثر من مسرحية مفتعلة. وكل ما سبق أكدته مصادرنا المتواجدة في مدينة الحديدة بمنتهى الثقة.
العتب الذي يلقي به اليمنيون على الأمم المتحدة اليوم يجيء بعد انتظار طال أمده وهم ينتظرون من المنظمة الأممية أن تصنع "الفَرَج" وتحقق السلام وتطبق البنود المتفق عليها في "ستوكهولم" وعندما وجدوا التفافاً ظاهراً على ما اتفق عليه ثارت حفيظتهم ضد هذه التصرفات.
لم يستطع مارتن غريفيث أن يحقق أي نجاح منذ وصوله إلى منصبه الحالي، وكثيرا ما وقع في مواقف محرجة كونه لم يستطع تحريك أي ملف بالشكل المطلوب، ورغم أنه وعد دوماً أنه سيقود الوضع إلى بر الأمان فإن الحال ما يزال يغوص في الوحل دون نتيجة؛ وهذه التناقضات المنبثقة عن الفشل في وضع الحلول والتدابير الناجعة رأى غريفيث أنها مسألة تؤرقه فذهب ليصنع النجاح وفق رؤية المليشيا حتى وجد اليمنيين يرشقونه بالسخط والانتقاد إزاء الدور الذي وصفه كثيرون بالمتواطئ والمشبوه.